إلا حينه» ، وكأنه قال : فإذا ذلك ذاهب مختلس ، فينصب ، و«إذا» بمعنى : ذاهب ومختلس ، كما أن قوله سبحانه (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) (١) كذلك ؛ ويجوز أن تنصب «إذا» فى البيت وتعلقها بمحذوف هو خبر «ذلك» ، وتقديره : فإذا ذلك هالك ، كقولك : فى الدار زيد جالس ، فإذا فعلت هذا جاز لك فى قوله «ليس إلّا حينه» الأمران :
أحدهما : أن تجعله فى موضع الحال ، فكأنه قال : وإذا ذلك فانيا أو ذاهبا ، كقولك: خرجت فإذا زيد واقفا.
والآخر : أن تجعله خبرا آخر ، فإذا فعلت ذلك علّقت «إذا» بمجموع الخبرين لا بأحدهما ، كما أنك إذا قلت : شرابك اليوم حلو حامض ، علّقت «اليوم» بمعنى مجموع الخبرين ، فجرى ذلك مجرى قولك : شرابك اليوم ، من أي من فى هذا اليوم. وأما قولهم : نظرت فإذا زيد بالباب ، ف «إذا» فى موضع الرفع خبر «زيد» ، و«بالباب» خبر ثان.
وقال بعضهم : «إذا» هاهنا حرف ليس باسم ، واحتج بأنه ناب عن الفاء فى جواب الشرط وأغنى غناه ، فيكون حرفا كالفاء ، والدليل على ذا قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) (٢). المعنى : قنطوا ، ولا يلزم أن الحرف لا يركب مع الاسم فيكون كلاما ، ولو قلت : فإذا زيد ، كان كلاما ، فثبت أنه اسم ، لأنا نقول : فإذا زيد ، ليس بكلام ،
__________________
(١) المؤمنون : ١٠١.
(٢) الروم : ٣٦.