فأحد الوجهين هو الأول الذي قال فيه : إن شئت جعلت «فوق» فى موضع الحال ، فيكون معناه : عملت الباب مرتفعا ، أي : أصلحته ، وهو فى هذه «الحال».
والوجه الثاني من هذين الوجهين هو الثالث مما ذكره سيبويه فى قوله : وإن شئت نصبته ، على أنك إذا قلت : جعلت متاعك ، يدخله معنى : / ألقيت ، فيصير كأنك قلت : ألقيت متاعك بعضه فوق بعض ؛ لأن «ألقيت» كقولك : أسقطت متاعك بعضه فوق بعض ، فيكون هذا متعديا إلى مفعول ، وهو منقول من : سقط متاعك بعضه فوق بعض.
فهو يوافق الوجه الأول فى التعدي إلى مفعول واحد ، ويخالف فى غير ذلك ، لأنك لم تعمل «المتاع» هاهنا لإصلاح شىء منه وتأثير فيه ، كما تعمل الباب بنجره ونحته وقطعه. و «فوق» فى هذا كالمفعول إلا فى موضع الحال ، لأنه فى جملة الفعل الذي هو «ألقيت» ، لأنه منقول من : سقط متاعك بعضه فوق بعض ، والسقوط وقع على «فوق» وعمل فيه ، على طريق الظرف.
وفى المسألة الأولى يعمل فيه «جعلت» ، وإنما عمل فيه الاستقرار ، وصار فى موضع الحال. وهذان الوجهان كوجه واحد.
وقوله : وإن شئت نصبته على ما نصبت عليه : رأيت زيدا وجهه أحسن من وجه فلان ؛ فتعدّيه إلى مفعولين من جهة النّقل والعمل ، كما تقول : صيّرت الطين خزفا.