ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (١) أي : أخفى سره ، كقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) (٢)
وقيل : بل تقديره : بل أخفى من السر ، فحذف الجار والمجرور ، كقوله : الله أكبر ، أي : أكبر من كل شىء.
ومن حذف المفعول قوله تعالى : (أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا) (٣).
وقيل : / التقدير : أتقولون للحق لما جاءكم هذا سحر؟ فحذف الجملة ، ثم ابتدأ ، فقال : أسحر هذا؟ فحسن الوقف على «جاءكم».
وقيل : هو على التكرير ، كقولك : أتقول : أعندك مال؟ فيكون تأكيدا ، لأنك لو قلت : أعندك مال؟ لكفى.
وقيل : يجوز أن يكون حكاية قولهم على التعجب ، فيكون قوله «أسحر هذا» مفعول «أتقولون» حكاية بينهم على التعجب.
وزعم الرّازى : (لَمَّا جاءَكُمْ) كأنه ذهب إلى قول قاسم : إن التقدير : أتقولون للحق لما جاءكم هذا سحر! فأضمر المفعول ، ثم استأنف فقال : (أَسِحْرٌ هذا) (٤).
ومن حذف المفعول ، قوله تعالى : (أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٥)
__________________
(١) طه : ٧.
(٢) الجن : ٢٦.
(٣) يونس : ٧٧.
(٥) المطففين : ٣.