كما وقعت بعد : «علمت أنّ زيدا منطلق». فإذا جعل بمنزلة «علمت» فى هذا جعل بمنزلته في التعليق.
فالقول : إن ذلك لا يوجب فيه التعليق ، ولو جاز التعليق فيه لما ذكرت لجاز أن يعلّق «سررت» لقول الأعشى :
هل سرّ حنقط أنّ القوم صالحهم |
|
أبو حريث ولم يوجد لهم خلف |
ويروى : «ولم يؤخذ». و «حنقط» امرأة ، ويقال : حنقط : امرأة أبى حريث ، وأبو حريث : رجل من بنى ثعلبة بن يربوع ، قتل يومئذ ، يريد : هل سرها أنه سلم ولم يتزوج بعد.
وكما أن هذا النحو من الأفعال لا يعلّق وإن وقعت بعده «أن» كذلك لا يعلق «وددت» ، لأن «وددت» لا ينكر أن يقع بعدها «أن» الخفيفة كما وقعت الثقيلة ، كما كان ذلك فى «سررت» ، فى نحو قوله :
هل سرّكم في جمادى أن نصالحكم
ومما يدل على زيادة «لو» فى هذا النحو / وأن الفعل في تقدير الحذف لأن معه رفعهم الفعل المعطوف عليه ، فى نحو قوله تعالى : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (١) ، و (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ) (٢) ، ثم قال :
__________________
(١) القلم : ٩.
(٢) النساء : ١٠٢.