وقال الله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) (١) ف «أن» بدل من «الياء» والمعطوف عليه.
وقد قال سيبويه : مررت بي المسكين ، لا يجوز ، وجاز هذا ؛ لأنه بدل اشتمال ، هكذا زعم شارحكم ، وليس بمستقيم.
والتقدير : واجنبنى وبنىّ من أن نعبد الأصنام ، أي : من عبادة الأصنام ، ف «أن» مفعول تعدّى إليه الفعل بالجار.
وقال : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) (٢) ، ف «أن يعبدوها» بدل من «الطاغوت».
ومن ذلك قوله تعالى : (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ) (٣) ، «نكالا» بدل من (الْجَزاءَ) ولا يجوز أن يكون غير بدل ؛ لأن الفعل الواحد لا يعمل في اسمين كل واحد منهما مفعول له.
ومن ذلك قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ)(٤).
__________________
(١) إبراهيم : ٣٥.
(٢) الزمر : ١٧.
(٣) المائدة : ٣٨.
(٤) النحل : ١٠٥ و ١٠٦.