الباب الرابع والعشرون
هذا باب ما جاء في التنزيل ، وقد أبدل الاسم من المضمر الذي قبله
والمظهر ، على سبيل إعادة العامل ، أو تبدل «إن» و «أن» مما قبله
فمن ذلك قوله تعالى : (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) (١) أي : ما أمر الله بوصله ، ف «أن» بدل من الهاء المجرورة ، نظيره فى «الرعد» فى الموضعين (٢).
ودلّت هذه الآي الثلاث ، على أن المبدل منه ليس في تقدير الإسقاط ؛ لأنك لو قدرت ذلك ، كانت الصلة منجردة عن العائد إلى الأول.
ومن إبدال المظهر من المضمر : ما ذهب إليه الأخفش في قوله : (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ) (٣). التقدير: فيقوم الأوليان.
وقد عزّ إبدال المظهر من المضمر عندهم ؛ وقل وجوده ، حتى بلغ من أمرهم أنهم أخرجوه من بيت الفرزدق :
على حالة لو أنّ في القوم حاتما |
|
على جوده لظنّ بالماء حاتم (٤) |
__________________
(١) البقرة : ٢٧ ، الرعد : ٣٥.
(٢) الموضع الثاني من سورة الرعد : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) الآية : ٢١ و ٢٥.
(٣) المائدة : ١٠٧.
(٤) البيت في الديوان (ص ٨٤٢) :
على ساعة لو كان في القوم حاتم |
|
على جوده ضنت به نفس حاتم |
وعلى هذه الرواية لا شاهد فيه.