قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأساس في التفسير [ ج ٦ ]

    339/478
    *

    الصحف (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) فيكتب عليه ما لم يعمل ، أو يزيد في عقابه ، أو يعذبه بغير جرم. فهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم.

    كلمة في السياق :

    إن هذه المجموعة الأخيرة في المقطع تذكّر وتعظ وتربي على الزهد في الدنيا والعمل للآخرة ، وتظهر مقدار الذلة التي يكون عليها الكافرون يوم القيامة.

    فإذا تذكّرنا محور سورة الكهف من البقرة (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) نجد ما مرّ معنا مرتبطا به بشكل ما ، وبما يخدم الدخول في الإسلام كله ، واجتناب خطوات الشيطان.

    فوائد :

    ١ ـ رأينا أن للمفسرين أكثر من قول في تفسير الباقيات الصالحات. والحقيقة أن كل ما قالوه يدخل في مضمون الباقيات الصالحات. فالعمل الصالح باق عند الله ، والأعمال الصالحات باقيات عند الله ، ويدخل في الأعمال الصالحات كل ما قالوه. وقد ذكر ابن كثير الاتجاهات في تفسير الباقيات الصالحات. قال : «قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وغير واحد من السلف (الباقيات الصالحات) : الصلوات الخمس ، وقال عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس (الباقيات الصالحات) : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر. وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان ابن عفان عن (الباقيات الصالحات) ما هي؟ فقال : هي لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وروى الإمام أحمد ... عن الحارث مولى عثمان رضي الله عنه قال : جلس عثمان يوما وجلسنا معه ، فجاءه المؤذن ، فدعا بماء في إناء ، أظنه سيكون فيه مدّ ، فتوضأ ثم قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ وضوئي هذا ، ثم قال : «من توضأ وضوئي هذا ، ثم قام فصلّى صلاة الظهر ، غفر له ما كان بينها وبين الصبح ، ثم صلّى العصر غفر له ما بينها وبين الظهر ، ثم صلّى المغرب غفر له ما بينها وبين العصر ، ثم صلّى العشاء غفر له ما بينها وبين المغرب ، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ، ثم إن قام فتوضأ وصلّى صلاة الصبح ، غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء ، وهنّ الحسنات يذهبن السيئات» قالوا : هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات يا عثمان؟ قال : هى لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وروى مالك عن عمارة بن عبد الله بن صياد ، عن