قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأساس في التفسير [ ج ٦ ]

    166/478
    *

    قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلم فينا بمكة ، وكان اسمه (بلعام) وكان أعجمي اللسان ، وكان المشركون يرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده ، فقالوا : إنما يعلّمه بلعام فأنزل الله هذه الآية (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) وقال عبيد الله بن مسلم : كان لنا غلامان روميان يقرآن كتابا لهما بلسانهما فكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمرّ بهما ، فيقوم فيسمع منهما ، فقال المشركون يتعلم منهما فأنزل الله هذه الآية. وقال الزهري عن سعيد بن المسيب :الذي قال ذلك من المشركين رجل كان يكتب الوحي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فارتد ذلك عن الإسلام وافترى هذه المقالة قبّحه الله.

    ٨ ـ عند قوله تعالى (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) قال ابن كثير : «وقد روى العوفي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر حين عذبه المشركون حتى يكفر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوافقهم على ذلك مكرها ، وجاء معتذرا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزلت هذه الآية. وهكذا قال الشعبي وقتادة وأبو مالك.

    وروى ابن جرير ... عن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر قال : أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى قاربهم في بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف تجد قلبك؟» قال : مطمئنا بالإيمان. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن عادوا فعد».

    ورواه البيهقي بأبسط من ذلك ، وفيه أنه سب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر آلهتهم بخير ، فشكا ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال يا رسول الله : ما تركت حتى سببتك وذكرت آلهتهم بخير قال : «كيف تجد قلبك؟» قال : مطمئنا بالإيمان فقال : «إن عادوا فعد» وفي ذلك أنزل الله (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي ؛ إبقاء لمهجته ، ويجوز له أن يستقتل كما كان بلال رضي الله عنه يأبى عليهم ذلك ، وهم يفعلون به الأفاعيل ، حتى إنهم ليضعون الصخرة العظيمة على صدره في شدة الحر ، ويأمرونه بالشرك بالله فيأبى عليهم وهو يقول : أحد أحد. ويقول : والله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها. رضي الله عنه وأرضاه. وكذلك حبيب بن زيد الأنصاري لما قال له مسيلمة الكذاب : أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فيقول : نعم. فيقول : أتشهد أني رسول الله؟ فيقول : لا أسمع. فلم يزل يقطعه