قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأساس في التفسير [ ج ٤ ]

    84/576
    *

    أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا ابني موسى ، فيأتون موسى عليه‌السلام فيقول : هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري؟ فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنهه ، ما أستطيع أن أشفع لكم. ولكن ائتوا عيسى ، فيأتون عيسى عليه‌السلام فيقولون له : اشفع لنا عند ربك فيقول : هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب غيري؟ فيقولون : لا ، فيقول : هل تعلمون من أحد كان يبرىء الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذن الله غيري؟ قال : فيقولون : لا. فيقول : أنا حجيج نفسي ، ما علمت كنهه ، ما أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيأتوني ، فأضرب بيدي على صدري. ثم أقول : أنالها ، ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فآتي ربي عزوجل فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ، ثم أسجد فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : ربي أمتي فيقول : هم لك. فلا يبقى نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، إلا غبطني بذلك المقام : وهو المقام المحمود ، فآتي بهم الجنة ، فاستفتح فيفتح لي ولهم ، فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحيوان حافتاه قصب فكلل باللؤلؤ ، ترابه المسك ، وحصباؤه الياقوت ، فيغتسلون منه ، فتعود إليهم ألوان أهل الجنة ، وريح أهل الجنة فيصيرون كأنهم الكواكب الدرية ، ويبقى في صدروهم شامات بيض يعرفون بها يقال لهم : مساكين أهل الجنة.»

    قال الألوسي في قوله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ) (أي أعراف الحجاب أي أعاليه وهو السور المضروب بينهما جمع عرف مستعار من عرف الدابة والديك. وقيل : العرف ما ارتفع من الشىء أي أعلى موضع منه لأنه أشرف وأعرف مما انخفض منه. وقيل : ذاك جبل أحد.

    فقد روي عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أحد يحبنا ونحبه ، وأنه يوم القيامة يمثل بين الجنة والنار ، يحبس عليه أقوام يعرفون كلا بسيماهم ، وهم ـ إن شاء الله تعالى ـ من أهل الجنة» وقيل : هو الصراط. وروي ذلك عن الحسن بن المفضل. وحكي عن بعضهم أنه لم يفسر الأعراف بمكان وأنه قال : المعنى وعلى معرفة أهل الجنة والنار «رجال» والحق أنه مكان ، والرجال طائفة من الموحدين قصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار جعلوا هناك حتى يقضى بين الناس ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربهم فقال لهم : قوموا ادخلوا الجنة فإني غفرت لكم ، أخرجه أبو الشيخ والبيهقي وغيرهما عن حذيفة. وفي رواية أخرى عنه «يجمع الله تعالى الناس ثم يقول لأصحاب