بعد ، فكلما قام ملك من ملوك الإسلام ، وأطاع أوامر الله ، وتوكل على الله ، فتح الله عليه من البلاد ، واسترجع من الأعداء بحسبه ، وبقدر ما فيه من ولاية الله ، والله المسئول المأمول أن يمكن المسلمين نواصي أعدائه الكافرين ، وأن يعلي كلمتهم في سائر الأقاليم إنه جواد كريم».
٢ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً) قال ابن كثير : (وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص ، كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء ، بل قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك)
٣ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ ...) روى ابن جرير عن حذيفة في الآية قال : (ويظهر أن المراد بذلك قبول قلوب هؤلاء للشائعات ضد الإسلام والمسلمين وتجاوبهم معها).
٤ ـ وبمناسبة قوله تعالى : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..) إلى آخر السورة ننقل ما يلى :
أ ـ روى الإمام أحمد ... عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتاه ملكان فيما يرى النائم : فقعد أحدهما عند رجليه ، والآخر عند رأسه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : اضرب مثل هذا ومثل أمته فقال : إن مثله ومثل أمته كمثل قوم سفر ، انتهوا إلى رأس مفازة (١) ، ولم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ، ولا ما يرجعون به ، فبينما هم كذلك ، إذ أتاهم رجل في حلة حبرة (٢) ، فقال : أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة ، وحياضا رواء تتبعوني؟ فقالوا نعم ، قال : فانطلق بهم ، فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء ، فأكلوا وشربوا وسمنوا ، فقال لهم ، ألم ألفكم على تلك الحال ، فجعلتم لي إن وردت بكم رياضا معشبة ، وحياضا رواء ، أن تتبعوني؟ فقالوا : بلى. قال : فإن بين أيديكم رياضا هي أعشب من هذه ، وحياضا هي أروى من هذه فاتبعوني ، فقالت طائفة : صدق والله لنتبعنه ، وقالت طائفة : قد رضينا بهذا نقيم عليه»
__________________
(١) أي صحراء لا ماء فيها.
(٢) نوع من برود اليمن.