وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ، أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) فالذين صدقوا هم من اجتمعت لهم هذه الصفات التي من جملتها الصبر حين البأس ، أي في القتال.
قال تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً.) فهؤلاء هم الصادقون ، أخذوا الإسلام كله ، ولم يدخلوا عليه تغييرا ، وهم بين شهيد ومنتظر للشهادة. فعلى ضوء هذه الآيات يعرف المسلم الصادقين ، ومجىء قوله تعالى (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) في سياق الأمر بالكينونة مع الصادقين يفهم منه أنه حيث لا يكون النفير فرض عين فطلب العلم جهاد ، ويدخل في الصادقين العلماء وعلى هذا فالصادقون مجاهد أو عالم.