وقد ورد ما يدل على أن كمال الطهارة يسهل القيام بالعبادة ، ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها. وروى الإمام أحمد عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلى بهم الصبح فقرأ الروم فيها. فأوهم ، فلما انصرف قال : «يلبس علينا القرآن ، إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء ، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء».
١٢ ـ وفي سبب نزول قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...) ذكر ابن كثير عن محمد بن كعب القرظي وغيره قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة العقبة : اشترط لربك ولنفسك ما شئت. فقال «أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم» قالوا : فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال «الجنة» قالوا : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ...) الآية.
وتعليقا على الآية قال الحسن البصري وقتادة : بايعهم الله فأغلى ثمنهم ، وقال شمر بن عطية : ما من مسلم إلا ولله عزوجل في عنقه بيعة ، وفى بها أو مات عليها ، ثم تلا هذه الآية ولهذا يقال : من حمل في سبيل الله بايع الله ـ أي قبل هذا العقد ووفى به ـ
وسواء قتلوا ، أو قتلوا ، أو اجتمع لهم هذا وهذا ، فقد وجبت لهم الجنة. ولهذا جاء في الصحيحين : «وتكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيلي ، وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة.
١٣ ـ وفي تفسير السياحة في قوله تعالى : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ ...) قال ابن كثير ما يأتي نذكره مع حذف الأسانيد : (بيان أن المراد بالسياحة الصيام). قال سفيان الثوري .... عن عبد الله بن مسعود قال : (السَّائِحُونَ.) الصائمون. وكذا روي عن سعيد بن جبير والعوفي عن ابن عباس : وقال علي بن طلحة عن ابن عباس : كل ما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون ، وكذا قال الضحاك رحمهالله وروى ابن جرير ... عن عائشة رضي الله عنها قالت : سياحة هذه الأمة الصيام. وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعبد الرحمن السلمي والضحاك بن مزاحم وسفيان بن عيينة وغيرهم أن المراد بالسائحين الصائمون.