فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة».
٥ ـ لما كان الشيطان قد أقسم أن يتسلط على الإنسان من جهاته كلها ، فقد ورد في الأحاديث الاستعاذة من تسلط الشيطان على الإنسان من جهاته كلها فقد روى البزار بإسناد حسن عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو : «اللهم إني أسالك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلى ومالي : اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، واحفظني من بين يدي ومن خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بك اللهم أن أغتال من تحتي». وروى الإمام أحمد وغيره بإسناد صححه الحاكم عن عبد الله ابن عمر قال : لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». قال وكيع : من تحتي يعني الخسف.
٦ ـ قال ابن كثير : وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم ، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات ، والله أعلم بصحتها. ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم لذكرها الله تعالى في كتابه ، أو رسوله صلىاللهعليهوسلم.
٧ ـ يروي المفسرون كلاما كثيرا عند قصة آدم وليس في الكثير منه حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمرجح أن أكثر الروايات هذه عن بني إسرائيل ، ومرجع ذلك إلى التوراة ، ونحن لا نستطيع اعتماد نقول التوراة الحالية لتأكدنا من وجهة النظر العلمية القطعية أن التوراة الحالية ليست هي التوراة التي أنزلها الله على موسى ، بل حدث فيها تغيير وتبديل كثيران ؛ إذ هي جمع روايات شعبية بعد عصور متطاولة ، فإذا عرفنا هذا أدركنا أن كل نقل عن التوراة إنما هو للاستئناس فقط ولا نبني عليه شيئا ، والتوراة الحالية تقص قصة آدم في سفر التكوين الإصحاح الثاني ، والثالث ، والرابع ، والخامس ، وفيها (فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر) وفيها أن آدم وحواء كانا عريانين في الأصل ولكنهما ما كانا يريان عوراتهما ، فلما أكلا من الشجرة انفتحت أعينهما على أنهما عريانان (والرواية الصحيحة عن وهب بن منبه ـ وهو ممن أسلم من علماء أهل الكتاب ـ قال : كان لباس آدم وحواء نورا على فروجهما لا يرى هذا