منهم سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنه سيفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها ، وإن عمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة». وروى الإمام أحمد أيضا .. عن تميم الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين ، يعز عزيزا ويذل ذليلا ، عزا يعز الله به الإسلام ، وذلا يذل الله به الكفر». فكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي ، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية» وروى الإمام أحمد أيضا .. عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل ، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها ، وإما يذلهم فيدينون لها». وفي المسند أيضا .. عن عدي بن حاتم قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا عدي أسلم تسلم». فقلت : إني من أهل دين. قال : «أنا أعلم بدينك منك» فقلت : أنت أعلم بديني مني؟! قال : «نعم. ألست من الركوسية وأنت تأكل مرباع قومك؟» قلت : بلى ، قال : «فإن هذا لا يحل لك في دينك» قال : فلم يعد أن قالها فتواضعت لها ، وقال : «أما إني أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام ، تقول إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة له ، وقد رمتهم العرب ، أتعرف الحيرة؟». قلت لم أرها ، وقد سمعت بها. قال : «فو الذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة ، حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد ، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز» قلت : كسرى بن هرمز؟ قال : «نعم كسرى بن هرمز ، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد». قال عدي بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت من غير جوار أحد ، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز ، والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد قالها.
وروى مسلم .. عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى» فقلت : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله عزوجل (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) إلى قوله (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) أن ذلك تام. قال : «سيكون من ذلك ما شاء الله عزوجل ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى كل من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه ، فيرجعون إلى دين آبائهم».