ولكن الدخول في الإسلام والمطالبة بإقامته مطلوب من الإنسان في كل حال وجد رفاه أو لم يوجد.
والصف الإسلامي يقدّم قيادته الراشدة ، وهذه القيادة واجبة الطاعة على تفصيلات. وقد يكرم الله ـ عزوجل ـ هذه القيادة بإلهام ، ولكن وجود القيادة ووجوب طاعتها ليس متعلقا بذلك.
كلمة في السياق :
في المجموعات الثمان التي مرت معنا في هذه الجولة ـ بل فيها وفيما قبلها ـ جرى حوار شامل مع الكافرين والمشركين ـ بصرف النظر عن استعداداتهم ـ مما يشير إلى أنه لا بد من إقاملا الحجة على كل كافر سواء آنسنا منه خيرا أو لم يؤنس منه أي خير.
وبعد ، فقد يستجيب لدعوة الله من تغلبه نفسه في بعض الأحوال ، وقد يستجيب لدعوة الله فقراء وضعفاء وعجزة ، وقد يستجيب لدعوة الله ناس هم في موازين الناس أغبياء إلى آخر ما يمكن أن يقال في هذا الشأن ، فما أدب الداعية في ذلك؟ إن المجموعة التاسعة في هذه الجولة تتحدث عن هذا كله :
تتحدث عمن هم محلّ الرجاء في الدعوة وتتحدث عن أدب الداعية مع المستجيبين!.
المجموعة التاسعة
بعد أن أمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم بمجموعة أوامر بصيغة «قل» ليجابه بها الكافرين ، ويحذّرهم ويردّ عليهم في مقابل اقتراحاتهم ، وجّه الله رسوله توجيهين في أمر ونهي ، الأمر هو (وَأَنْذِرْ بِهِ) أي : وأنذر بالوحي ، أي : بالقرآن. (الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) أي : المسلمون المقرّون بالبعث إلا أنهم مفرّطون في العمل فينذرهم بما أوحي إليه ، أو أهل الكتاب لأنهم مقرّون بالبعث ، ومن هنا نفهم أن الإنذار بالقرآن إنما