____________________________________
خلفاً عن سلف وظنّي أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمّة الدين ، ولا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملة القويمة بالقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين من إستبعاد المتفلّسين وتشكيكات الملحدين «يريدون ليطفؤا نور الله بأفواهم ، والله متم نوره ولو كره المشركون» اه.
والحاصل أن هذا أمر ممكن يمكن تعلّق القدرة الإلهية له ، وقد أخبر له الصادقون المعصومون قطعاً فيجب الإعتقاد به ، ولو من باب التسليم المأمور به بقوله تعالي : «فإن تنازعتم في شييء فردوه إلي الله والرسول وإلي أولي الأمر منكم» وبجملة من الأخبار المعتبرة فلا تستمع إلي الملاحدة الذين يلقون الشبهات إلي الضعفاء باستبعاد هذا الأمر وإنكاره ، وما هذا الا كاستبعاد المعاد ونحوه من الضروريات ، وظاهر الأخبار بل صريح كثير منها أنّهم (ع) يرجعون ذلي الدنيا بأشخاصهم وأجسادهم التي كانوا عليها ، فلا تلتفت إلي الجهلة الذين يؤولون هذه الأخبار إلي خلاف ظاهرها من غير برهان قاطع ، متاببعة لهوي أنفسهم وسوء آرائهم فيقولون : إنّ المراد رجعة حقائقهم وصفاتهم ، في هياكل متجددة وأجساد غير ما كانوا عليه في الازمنة السابقة ، وقد بينّا فساد هذه العقيدة في جملة من رسائلنا الشريفة.
نعم أختلفت الأخبار ظاهراً في كيفية الرجعة ، وترتيب من يرجع من الأئمّة عليهم السلام ولا حاجة بنا مهمة إلي الجمع بينها ببعد تسليم أصل الرجعة وليعلم إنّ الرجعة لا تصدق علي ظهور القائم (ع) فإنّه (ع) حي موجود الآن لا شك في حيوته يظهر بعد ذلك متي شاء الله فيملاء الأرض قسطا