____________________________________
ولد صغير مسمي بعبد الله ، والظاهر إنّه هو علي الأصغر الذي قتل في حجره يوم العاشوراء بالسهم المسموم لعن الله قاتله.
وقد يقال : أنّ الحمرة التي ظهرت في السماء كات من دمه ، هذا بحسب ظاهر الأمر الذي يقتضيه نظر التدقيق أن تكنيته بهذه الكنية كانت في عالم الذر ، فأنّه لمّا قبل الشهادة التفصيلية الكلية التي أبي عن حملها غيره كما أشار الله بقوله : «فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان مظلوماً جهولا» اي مظلوماً مجهول القدر انتظم عالم الإمكان واستراح الإنسان بانتظام أمور دينهم ودنياهم ، فصار بالنسبة إلي جميعهم بمنزلة الوالد العطوف والأب الرؤف ، فكل ما سوي الله بمنزلة عبد واحد لله وهو أبوه.
ويمكن أن يقال : ان هذه الكنية من قبيل قولهم فلان أبو الخير إذا كان الخير منه كثير الصدور ، وكذلك فلان أبو الحرب أو أبو الجود فلمّا كان العبودية الكاملة التي حقيقتها الخضوع والذالة والإنكسار مظهرها هو الحسين (ع) سمي بهذه الكنية فليتأمّل ، وربّما يقال : إنّ العبد الحقيقي هو رسول الله (ص) ولذا قدم علي رسالته في التشهد والحسين (ع) كان والده للامة بالإضافة التشريفية فهو أبو عبد الله (ع) ويؤيده ما حكي عن تفسير القمّي (ره) في قوله : «ووصّينا الإنسان بوالديه إحسانا» ان الإنسان هو رسول الله (ص) والوادين الحسن والحسين عليهما السلام.
وكيف كان يندرج في هذا اللقب آثار جميع الألقاب المحمودة ولذا لم يكن بكنية أخري ، وصار فريداً في هذه الكنية بالإصالة