____________________________________
وإنّما هو ابن واحد فقال (ع) : والله يا أبا الجارود ان أعطيتم من كتاب الله مسمي لصلب رسول الله (ص) لا يردها قال قلت جعلت فداك واين؟ قال : قال حيث قال الله : «حرمت عليكم أمّهاتكم إلي قوله «وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم» فسئلهم يا أبا الجارود هل يحل لرسول الله شيء من حليلتهما؟ فإن قالوا نعم فقد كذّبوا والله وفجروا وإن قالوا : لا ، فهما والله أبناه لصلبه ، وما حرّمتعليه الا الصلب اه فتدبر.
وبالجملة ففي هذه الفقرات أشارة إلي شرافته النسبية وأصالته ونجابته بحسب الآباء والأمّهات ، كما ان الفقرات السابقة كانت أشارة إلي شرافته الذاتية وكمالاته المعنوية ومقاماته الروحانية والمرتضي من ألقاب أمير المؤمنين مشتق من ارتضيته إذا اخترته كرضيته لأنّ الله أرتضاه من خلقه لمقام الولاية الكلية فكان خاتم الأولياء كما كان المصطفي (ص) خاتم الأنبياء فالمصطفي والمرتضي بحسب التفسير واحد كما كانا بحسب الحقيقة متحدين كما قال أنا وعلي من نور واحد ، ويشهد به أيضاً ما في حديث النورانية ، والزهراء من ألقاب فاطمة (ع) وقد وردت في وجه تسميتها بذلك أخبار ففي بعضها : أنّها إذا قامت في محرابها زهر نورها إلي السماء ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، وفي بعضها : ان الله خلقها من نور عظمته وفي بعضها : أنّه تعالي خلق نور فاطمة (ع) بعد أن أحاطت الظلمة بالملائكة فرفعها به والحديث طويل.
وفيه ثم أظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلي الله أن يكشف عنهم تلك الظلمة فتكلّم الله بكلمة ، فخلق منها روحاً ، ثمّ