______________________________
ويمكن أن يراد بحلولها بفنائه وساحته حشرها معه في حضرة القدس ، فأن المرء يحشر مع من أحبّه ، والأخبار متضافرة بذلك ، وفي الحلول بالفناء إشارة إلي انحطاط درجتها عن رجته كما هو كذلك في نفس الأمر بالضرورة فأنّها ما نالت هذا المقام الا بمحبته والفناء في عشقه ومودته ، فياليتنا كما معهم فنفوز فوزاً عظيماً ، ولكن الصحيفة الالهية قد انطوت عليهم لم يزد علي عدتهم أحد ولم ينقص منهم أحد.
فيا طول الاسي من بعد قوم |
|
ادير عليهم كأس الافول |
تعاورهم أسنة آل حرب |
|
وأسياف قليلات القلول |
بتربة كرلاء لهم ديار |
|
يتارمي الاهل دارسة الطلول |
تحيات ومغفرة وروح |
|
علي تلك المحلة والحلول |
ويحتمل أن يراد بالأرواح أجسادهم الشريفة الطاهرة المدفونة معه في روضته المقدسة الطيبة لطهارتها ، ونزاهتها عن الادناس البشرية والعلائق العنصرية فصارت منزلة الأرواح اللطيفة المجردة.
وحكي انه قد ترأس تلميذ لقلانوس الحكيم علي النهد فرغب الناس في تلطيف الابدان وتهذيب الانفس وكان يقول أي امرء هذب نفسه ، وأسرع في الخروج عن هذا العالم الدنس ، وطهر بدنه عن أوساخ هذا العالم ظهر له كلشيء ، وعاين كل غائب ، وقدر علي كل متعذر ، وكان مسروراً محبوراً ملتّذاً عاشقاً ، لا يمل ولا يكل ، ولا يمسه نصب ولا لغوب.
قال الشهرستاني ولما وصل الاسكندر إلي تلك الديار وأراد