في غير اتجاهها ، والصلاة تارة تكون رباعية ، وتارة تكون ثلاثية ، كالمغرب ، وتارة تكون ثنائية كالصبح ، وهناك صلاة السفر. والصلاة تارة يمكن أن تصلى جماعة ، وتارة يلتحم الحرب ، فلا يقدرون على الجماعة بل يصلون فرادى ، مستقبلي القبلة ، وغير مستقبليها ، رجالا وركبانا ، ولهم أن يمشوا ـ والحالة هذه ـ ويضربون الضرب المتتابع في متن الصلاة ، ومن العلماء من قال يصلون ، والحالة هذه ، ركعة واحدة. وقال إسحق بن راهويه. أما عند المسايفة ، فيجزيك ركعة واحدة ، تومىء بها إيماء. فإن لم تقدر ، فسجدة واحدة ، لأنها ذكر لله. وقال آخرون : يكفي تكبيرة واحدة. حتى قال الأمير عبد الوهاب بن بخت المكي : فإن لم يقدر على التكبيرة ، فلا يتركها في نفسه يعني بالنية. ومن العلماء من أباح تأخير الصلاة لعذر القتال ، ولعذر المسير إليه. وقال الأوزاعي : إن تهيأ الفتح ، ولم يقدروا على الصلاة صلوا إيماء كل امرىء لنفسه. فإن لم يقدروا ، صلوا ركعة ، وسجدتين. فإن لم يقدروا ، فلا يجزيهم التكبير. ويؤخرونها حتى يأمنوا ، وبه قال مكحول ، وقال أنس بن مالك ، حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر ، واشتد اشتعال القتال ، فلم يقدروا على الصلاة. فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار ، فصليناها ، ونحن مع أبي موسى ، ففتح لنا ، قال أنس : وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها. وكان ذلك في إمارة عمر بن الخطاب. ولم ينقل أنه أنكر عليهم ، ولا أحد من الصحابة ، من هذا كله ندرك أن في هذا الموضوع سعة. وهذه السعة تقتضيها طبيعة عصرنا أكثر من أي عصر مضى. وفي كتب الفقه تفصيلات مثل هذه الشئون.
٢ ـ روى الإمام أحمد عن أبي عياش الزرقي قال : «كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسعفان فاستقبلنا المشركون ، عليهم خالد بن الوليد. وهم بيننا وبين القبلة ، فصلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الظهر. فقالوا : لقد كنا على حال ، لو أصبنا غرتهم ، ثم قالوا : يأتي عليهم الآن صلاة ، هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم. قال : فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ ....) قال : فحضرت ، فأمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذوا السلاح. قال : فصفنا خلفه صفين. قال : ثم ركع ، فركعنا جميعا. ثم رفع ، فرفعنا جميعا. ثم سجد النبي صلىاللهعليهوسلم بالصف الذي يليه ، والآخرون قيام يحرسونهم ، فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم. ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ، ثم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ، ثم ركع فركعوا جميعا ، ثم رفع فرفعوا جميعا ، ثم سجد النبي صلىاللهعليهوسلم والصف الذي يليه ، والآخرون قيام يحرسونهم. فلما