ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢))
كلمة في المقطع :
يتألف المقطع من ثلاث فقرات :
فقرة حول كون الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام ، وأنه دين الله في كل العصور ، وأن هذا الإسلام أنزله الله واضحا ، وأنه لا اختلاف فيه إلا بسبب البغي ، وأن هذا الإسلام الذي أنزله الله على محمد صلىاللهعليهوسلم هذا شأنه ، بل هو معجزات واضحات ، وأن من يكفر به فإنه باغ ظالم غير مقبول ، وأن الله سيحاسبه.
فإذا كان هذا هو الشأن فكل مناقشة في الإسلام ظالمة ، ومن ثم فإن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمين أن يعلنوا إسلامهم لله أمام أي حجاج وأن يدعوا غيرهم إلى الإسلام ؛ ثم يقرر الله ـ عزوجل ـ أن الكافرين إن أسلموا فقد اهتدوا ، وإن أعرضوا فليس على الرسول من إثمهم شىء. إذا أدى الرسالة ، والله مطلع عليهم ، وعلى أعمالهم وأعمال عباده كلهم وسيجازيهم.
هذه معاني الفقرة الأولى بإجمال.
ولنتذكر ما ورد في الفقرة الأولى من مقدمة سورة البقرة : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ.)
وههنا يقول عزوجل : (فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا