مشابهة لبدايته ، والقسمان الأخيران بدايتهما متشابهة :
القسم الأول : يمتد من الآية الأولى إلى نهاية الآية (٣٢) وخاتمته : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ.)
القسم الثاني : ويمتد من الآية (٣٣) : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ ...) وينتهي بنهاية الآية (٦٣) التي خاتمتها : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ.) لاحظ التشابه بين نهايتي القسمين!.
القسم الثالث : ويمتد من الآية (٦٤) إلى نهاية الآية (٩٩). بدايته قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ ....) ونهايته قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ.) لاحظ أن البداية والنهاية فيها : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ.)
القسم الرابع : ويمتد من الآية (١٠٠) إلى نهاية الآية (١٤٨) وبدايته.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ.)
القسم الخامس :
وبدايته من الآية (١٤٩) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ.) وينتهي بنهاية السورة ، لاحظ التشابه بين بدايتي القسمين!!
وسيأتي البرهان والتفصيل فيما بعد.
فلنبدأ ـ على بركة الله ـ تفسير السورة ، وقد رأينا من قبل الأحاديث الواردة في فضلها مع سورة البقرة. ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : «اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران ؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو ـ غيايتان ـ أو كأنهما فرقان من طير صواف ، يحاجان عن أهلهما يوم القيامة». وكان سعيد بن جبير يروي عن عمر قوله : «من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان ـ أو كتب ـ من القانتين». وكان يزيد بن الأسود الجرشي يحدث : أنه من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برىء من النفاق حتى يمسي ، ومن قرأهما في ليلة برىء من النفاق حتى يصبح. قال فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئه.