(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٣٧)
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) فاحمدوا الله لذي هو ربكم ورب كل شيء من السماوات والأرض والعالمين ، فان مثل هذه الربوبية العامة يوجب الحمد والثناء على كل مربوب ، وكبروه فقد ظهرت آثار كبريائه وعظمته (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وحق مثله أن يكبر ويعظم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب» (١).
سورة الأحقاف
مكية [إلا الآيات ١٠ و ١٥ و ٣٥ فمدنية]
وآياتها ٣٤ وقيل ٣٥ آية [نزلت بعد الجاثية]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) (٣)
(إِلَّا بِالْحَقِ) إلا خلقا ملتبسا بالحكمة والغرض الصحيح (وَ) بتقدير (أَجَلٍ مُسَمًّى) ينتهى إليه وهو يوم القيامة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا) من هول ذلك اليوم الذي لا بد لكل خلق من انتهائه إليه (مُعْرِضُونَ) لا يؤمنون به ولا يهتمون بالاستعداد له. ويجوز أن تكون ما مصدرية ، أى : عن إنذارهم ذلك اليوم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ
__________________
(١) أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.