إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكشّاف [ ج ٣ ]

الكشّاف [ ج ٣ ]

8/620
*

يقال حكم حكما كحلم ، وهو الفهم للتوراة والفقه في الدين عن ابن عباس. وقيل : دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صبى فقال : ما للعب خلقنا ، عن الضحاك. وعن معمر : العقل ، وقيل النبوّة ، لأنّ الله أحكم عقله في صباه وأوحى إليه.

(وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (١٣) وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا)(١٤)

(حَناناً) رحمة لأبويه وغيرهما ، وتعطفا وشفقة. أنشد سيبويه :

وقالت حنان ما أتى بك هاهنا

أذو نسب أم أنت بالحي عارف (١)

وقيل : حنانا من الله عليه. وحنّ : في معنى ارتاح واشتاق ، ثم استعمل في العطف والرأفة ، وقيل لله «حنان» كما قيل «رحيم» على سبيل الاستعارة. والزكاة : الطهارة ، وقيل الصدقة ، أى : يتعطف على الناس ويتصدّق عليهم :

(وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)(١٥)

__________________

ـ صياد ، فوجدوه ستا وستين حمامة ، ونصفه ثلاثة وثلاثون ، فإذا ضم الكل إلى حمامتها صار مائة ، والحمام : كل ذى طوق من الطيور. وسراع : جمع سريع ، وصفه به لأنه جمع في المعنى ، وبوارد لأنه مفرد في اللفظ. ويروى «شراع» بالشين المشالة جمع شارع. والثمد : الماء القليل. وروى الحمام ونصفه بالرفع ، على إهمال ليتما. وبالنصب على إعمالها ، لأن «ما» زائدة لا كافة ، وإلا وجب الإهمال. وروى «أو نصفه» فأو بمعنى الواو ، والكلام على تقدير مضاف ، لأنها تمنت أن يكون هذا الحمام ومقدار نصفه لها. وإلى حمامتنا : متعلق بمحذوف ، أى : منضما إليها. وقد : اسم بمعنى حسب ، أضيفت إلى ياء المتكلم بغير نون الوقاية ، كما يقال : حسبي : ويحتمل أن الياء حرف إطلاق ، فلا إضافة ولكنها متعينة في كلام زرقاء ، والهاء فيه للسكت ، وهو يرجح الاضافة في كلام النابغة ، والفاء فيه زائدة لتحسين اللفظ كفاء فقط ، وكلاهما بمعنى انته ، وكأنها فاء الجواب ، أى : إذا بلغت هذا الحد فانته كما أفاده السعد في مطوله ، وحبسوه ينبغي تشديده ليسلم الشعر من الخبل ، وهو نوع من الزحاف يقبح دخوله هنا.

ويروى «حسبوه» بتقديم السين على الباء.

(١) وأحدث عهد من أمينة نظرة

على جانب العلياء إذ أنا واقف

فقالت حنان ما أتى بك هاهنا

أذو نسب أم أنت بالحي عارف

لمنذر بن درهم الكلبي ، يقول : وأقرب عهد : أى لقاء ورؤية لأمينة محبوبتى تصغير آمنة ، هو نظرة منى لها بجانب تلك البقعة ، إذ أنا واقف هناك : أى حين وقوفي بها. وفيه إشعار بأنه كان واقفا يترقب رؤيتها ، فلما رأته هي قالت له : حنان أى أمرى حنان ورحمة لك ، وهو من المواضع التي يجب فيها حذف المبتدأ لنيابة الخبر عن الفعل ، لأنه مصدر محول عن النصب. وقولها «ما أتى بك هاهنا» استفهام تعجبي. أذو نسب : أى أأنت ذو نسب أم أنت عارف بهذا الحي؟ ويجوز أن «أذو نسب» بدل من ما الاستقامية : أى الذي حملك على المجيء هنا أو الذي ذلك عليه صاحب قرابة من الحي أى معرفتك به؟ ويجوز أن الاستفهام حقيقى حكته على لسان غيرها ، لتلقنه الجواب بقولها : أذو نسب ... الخ ، مع معرفتها سبب مجيئه وهو حبها ، ربما يسأله أحد من أهلها فيجيبه بأحد هذين الجوابين.