حكى عن الأصمعى : أنه سئل عن الألمعى فأنشده ولم يزد. أو للذين يعملون جميع ما يحسن من الأعمال ، ثم خص منهم القائمين بهذه الثلاث بفضل اعتداد بها.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٧)
اللهو كل باطل ألهى عن الخير وعما يعنى و (لَهْوَ الْحَدِيثِ) نحو السمر بالأساطير والأحاديث التي لا أصل لها ، والتحدث بالخرافات والمضاحيك وفضول الكلام ، وما لا ينبغي من كان وكان ، ونحو الغناء وتعلم الموسيقار (١) ، وما أشبه ذلك. وقيل : نزلت في النضر بن الحرث ، وكان يتجر إلى فارس ، فيشترى كتب الأعاجم فيحدث بها قريشا ويقول : إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد وثمود فأنا أحدثكم بأحاديث رستم وبهرام والأكاسرة وملوك الحيرة ، فيستمحلون حديثه ويتركون استماع القرآن. وقيل : كان يشترى المغنيات ، فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول : أطعميه واسقيه وغنيه ، ويقول : هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم «لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهنّ ولا أثمانهنّ (٢) «وعنه صلى الله عليه وسلم «ما من رجل
__________________
ـ أودى فلا تنفع الاشاحة من |
|
أمر لمن يحاول البدعا |
لأوس بن حجر ، يرثى فضالة بن كلدة. يقول : يا نفس احتملي جزعا عظيما ، إن الذي تخافين منه قد حصل ، وبينه بقوله : إن الذي جمع المكارم كلها أودى ، أى : هلك. وجمع ـ بالضم ـ : توكيد للصفات قبله. والألمعى : نصب على الصفة للذي ، وفسره بأنه الذي يظن بك ، يعنى كل مخاطب ، أى : يظن الظن الحق ، كأنه قد رأى وسمع ما ظنه أو يظن الظن فيصيب ، كأنه قد رآه إن كان فعلا ، أو سمعه إن كان قولا. وفيه نوع من البديع يسمى التفسير ، وهو أن يؤتى بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفته بدون تفسيره ، ذكره السيوطى في شرح عقود الجمان. والاشاحة : الشجاعة والجد في القتال. وضمن «تنفع» معنى «تحفظ» فعداه بمن ، أى : فلا تحفظ الشجاعة من مكروه أحدا. وعداه باللام ، نظرا للفظه. والأقرب أن من واللام زائدتان لتوكيد الكلام ، أى : فلا تنفع الاشاحة شيئا من النفع أحدا من الناس يحاول ويطلب بدائع الأمور وعظائمها ، يعنى : أن فضالة كان كذلك فمات ، وفيه نوع تسل.
(١) قوله «وتعلم الموسيقار» يونانية. ومعناه : علم الغناء ، وبغير راء : ذات الغناء ، كذا قيل. (ع)
(٢) أخرجه الطبري وابن أبى حاتم وغيرهما من رواية عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة بهذا. وهو عند أحمد وابن أبى شيبة والترمذي وأبى يعلى من هذا الوجه وهو ضعيف ، ورواه الطبراني من طريق يحيى بن الحارث عن القاسم نحوه. وله طريق آخر عند ابن ماجة من رواية عبيد الله الأفريقى عن أبى أمامة ، قال : «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن ، وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن وفي الباب عن عمر. أخرجه الطبراني وابن عدى من رواية يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن خصيف عن السائب بن يزيد عن عمر نحوه ، ويزيد بن ـ