المقدمة
اختلفت وتباينت آراء واجتهادات مفسري القرآن الكريم بشأن الحروف المقطعة في أوائل بعض السور القرآنية الكريمة ، ولسنا الآن بصدد ذكر تفاصيل تلكم الآراء ، والذي نستهدفه في هذه العجالة تحقيق ما توحدت فيه آراء علماء العرفاء وأئمة علوم الأسرار الإلهية. وبذلك نقف على جانب من جوانب تلك الأسرار التي شاءت حكمة الباري سبحانه وتعالى إخفاءها في أحرف نورانية ، أخفاها هي الأخرى في خضم سبعين حرفا ، جعل بعضا منها مقدمات لسبع وعشرين سورة قرآنية كريمة.
وبعون الله تعالى سنذكر في هذا البحث تفاصيل ما يتطلبه التحقيق من شروح ونصوص وجداول وبيانات وإعراب وما شاكل ذلك ليقف القارئ الكريم بإمعان وعلم ودراية على أشرف وأقدس صيغة ، تجانس منطوق القرآن الكريم ومفهوم السنة النبوية الطاهرة ، والبلاغة العربية معنى وفصاحة وبيانا ، بالإضافة إلى المدلول الفلسفي الإسلامي العميق ، الذي غرقت فيه سفن الكثيرين من الكتاب والباحثين قديما وحديثا ، فبعضهم من أنجاه الله ببركة المدلول الفلسفي المذكور ، وبعضهم من ضل وتاه وهوى والله نسأل أن يحشرنا مع الناجين والحمد لله رب العالمين.