يوم القيامة وأحد شقيه ماثل» (١) وروى أنّ عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعث إلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال ، فقالت عائشة رضى الله عنها : أإلى كل أزواج رسول الله بعث عمر مثل هذا؟ قالوا : لا ، بعث إلى القرشيات بمثل هذا وإلى غيرهنّ بغيره ، «فقالت : ارفع رأسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا في القسمة بماله ونفسه. فرجع الرسول فأخبره ، فأتم لهن جميعاً (٢) وكان لمعاذ امرأتان ، فإذا كان عند إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ، فماتتا في الطاعون فدفنهما في قبر واحد (٣) (وَإِنْ تُصْلِحُوا) ما مضى من ميلكم وتتداركوه بالتوبة (وَتَتَّقُوا) فيما يستقبل ، غفر الله لكم.
(وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً (١٣٠))
وقرئ : وإن يتفارقا ، بمعنى وإن يفارق كل واحد منهما صاحبه (يُغْنِ اللهُ كُلًّا) يرزقه زوجا خيراً من زوجه وعيشاً أهنأ من عيشه. والسعة الغنى. والمقدرة : والواسع : الغنى المقتدر.
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ قَدِيراً)(١٣٣)
(مِنْ قَبْلِكُمْ) متعلق بوصينا ، أو بأوتوا (وَإِيَّاكُمْ) عطف على (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) اسم للجنس يتناول الكتب السماوية (أَنِ اتَّقُوا) بأن اتقوا. وتكون أن المفسرة ، لأنّ التوصية في معنى القول : وقوله (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ) عطف على اتقوا : لأنّ المعنى :
__________________
(١) أخرجه أصحاب السنن وابن حبان والحاكم من رواية بشير بن نهيك عن أبى هريرة. قال الترمذي : لا يعرف مرفوعا إلا من حديث همام.
(٢) لم أجده هكذا ، وفي مسند أحمد من رواية باسرة بن سمين : سمعت عمر بن الخطاب يقول : وهو يخطب الناس يوم الجابية «إن الله جعلني خازنا لهذا المال وقاسما له ، ثم قال : بل الله يقسمه ، وأنا بادىء أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض لأزواجه عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة. فقالت عائشة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بينا. فعدل بينهن عمر ـ الحديث» أورده في سنن أبى عمرو بن حفص في مسند المكيين
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة معاذ من رواية الليث عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل ـ فذكره ـ وزاد : فأسهم بينهما أيهما تقدم وهذا مرسل.