٢ ـ من التفاسير التي أثنى عليها «جولد تسيهر» كثيرا واعتبره من أصحاب التنزيه للذات الإلهية والمدافعين عن عصمة الأنبياء (غرر الفوائد ودرر القلائد) حيث عرف به قائلا : [من هذا العصر المبكر للاعتزال بقي لنا كتاب وإن كان أصغر حجما ، يربط التفسير العقدي ببحوث لغوية وتاريخية أدبية أقصد بهذا محاضرات الشريف العلوي النابه الذكر في الأوساط العلمية والاجتماعية ببغداد ، الملقب بلقب التشريف : علم الهدى المرتضى ، أبي القاسم علي بن طاهر (٩٦٦ ه ـ ١٠٤٤ م) تفسير (غرر الفوائد ودرر القلائد) المنزهين للذات الإلهية والمدافعين عن عصمة الأنبياء (١) وأبو القاسم علي بن طاهر الشريف المرتضى شيعي معتزلي تبحر في فنون العلم ، وعرف بالإمامة في الكلام والأدب والشعر ، روى الحديث عن سهل الديباجي (الكذاب) ، له تصانيف عدة منها هذا الكتاب في التفسير الاعتزالي وهو عبارة عن محاضرات ألقاها المؤلف حول آيات عقدية محاولا أن يجمع فيه بين آرائه الاعتزالية وآيات القرآن التي تتصادم معها مستخدما كغيره من المعتزلة نبوغه الأدبي ، ومعرفته بفنون اللغة وأساليبها فيأتي ببعض الألفاظ لتخدم الغرض ، ويخالف ظاهر القرآن صراحة فمثلا حمل قوله تعالى : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)(٢) إلى نعمة ربها ؛ لأن الإلى النعم. وفي واحدها أربع لغات : إلى مثل قفا ، وإلى مثل رمي وإلى مثل يعي ، وإلى مثل حسي قال أعشى بكر بن وائل :
أبيض لا يرهب الهزال |
|
ولا يقطع رحما ولا يخون إلى |
أراد لا يخون نعمه ، فأراد (بإلى ربها) نعمة ربها وأسقط التنوين للإضافة نافيا الرؤية رادا نصوصها الصريحة والآثار التي وردت فيها الصحيحة.
وقال عند قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ)(٣) وقد ظن بعض من لا بصيرة له ولا فطنة
__________________
(١) مذاهب التفسير الإسلامي ص ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٢) سورة القيامة : ٢٣.
(٣) سورة الأعراف : ١٧٢.