وخير قدوة له ما
ذكرنا من موقف الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ . ومجموع أدلة المجيزين وتوجيه أدلة المانعين والرد على
شبهات هؤلاء المستشرقين الذين وجدوا في أقوال المانعين وأحوالهم فرصة لنسف هذا
النوع من التفسير والتشكيك فيه. وقد حاولت الاقتصار على شبهاتهم لأنه موضوع
رسالتنا. أما أدلة المانعين الأخرى فلها كتب أخرى للرد عليها ، فمن كل هذا يظهر
مقدار أهمية هذا النوع من التفسير ومقدار الحاجة الملحة له خاصة والقرآن حمال
للوجوه ، والبشرية مع تطورها وتقدم علومها الإنسانية ومعارفها البشرية لا تنفك عن
الحاجة إليه بما يلائم عصرها وجيلها.
وقد اشتهر من
هؤلاء مفسرون عظماء أجلاء كالإمام البيضاوي في تفسيره (أسرار التأويل) ، والخازن
في تفسيره (لباب التأويل في معاني التنزيل) ، وأبو حيان في تفسيره (البحر المحيط)
وغيرهم كثير. أما من المعاصرين جمال الدين القاسمي في تفسيره (محاسن التأويل)
والطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) والأستاذ الشهيد سيد قطب ـ رحمهالله ـ في كتابه (في
ظلال القرآن) الذي نال شرف السبق فيهم جميعا.
فالخلاصة :
أن تفسير القرآن
الكريم بالرأي والاجتهاد نوعان :
النوع الأول :
التفسير بالرأي الممدوح المقبول
وهذا ما أجازه
المجوزون من جمهور السلف والخلف واستدلوا بجوازه بالأدلة النقلية والعقلية.
وهذا النوع من
التفسير مبني على المعرفة الكافية بعلوم العربية ، والقواعد الشرعية والأصولية ،
وبالسنة النبوية بحيث لا يعارض نقلا صحيحا ولا عقلا سليما ، ولا علما يقينيا ثابتا
مستقرا مع بذل غاية الوسع والجهد في البحث
__________________