من عمره وهي في الأربعين وبقيت زوجة له ثماني وعشرين سنة حتى تخطى الخمسين من عمره ولم يعرف عنه وهو في ريعان فتوته وشرخ شبابه وكمال رجولته أنه كان ممن تغريهم النساء وتأخذ بألبابهم حتى وصل لحد الشهوانية ، كما زعم المستشرقون.
٥ ـ في الفترة التي خطب فيها زينب كان عنده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خمس زوجات منها عائشة التي كانت أحب نسائه لنفسه ، فمن كان عنده مثل هذا العدد لا تسيطر على فكره امرأة سادسة ، ولا يصل به الأمر ليفتن بها فتون المراهقين كما زعم المستشرقون (١).
٦ ـ على ما يقولون : «الحق ما شهدت به الأعداء».
فقد أبطل مزاعم هؤلاء المستشرقين المستشرق «توماس كارليل» عند ما صرح أن اتهام محمد بالشهوانية أمر لا يصح عقلا ولا واقعا. حيث قال : [وما كان محمد أخا شهوات برغم ما اتهم به ظلما وعدوانا ، وأشد ما نجور ونخطئ إذا حسبناه رجلا شهوانيا لا همّ له إلا قضاء مآربه من الملاذ ، كلا فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ أيا كانت ..].
حقا فلم يكن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالرجل الذي تأسر قلبه المتعة ، وإنما كانت متعته في نجاح دعوته ، وإرضاء ربه ـ عزوجل ـ.
٧ ـ زواجه من زينب أمر طبيعي لأنها بنت عمته والزواج من بنت العمه مشروع في كل القوانين الأرضية والسماوية ولا تعتبر من زواج المحارم كما زعموا. وزيد في الحقيقة هو ابن حارثة وليس ابن محمد ليكون متزوجا بزوجة ابنه كما زعموا. قال تعالى : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ ..)(٢).
__________________
(١) انظر «حياة محمد» هيكل ص ٣٢٦ ـ ٣٣٦.
(٢) سورة الأحزاب : (٤).