١٦ ـ ومما امتازت به القصة القرآنية التكرار في مواضع شتى التكرار الذي لا يتناول القصة كلها ، ولا بنفس الأسلوب كما ظن المستشرقون إنما كان تكرارا لبعض حلقاتها مركزا على موطن العبرة في ذلك وللعظة الدينية التي هي مقدمة الغاية القصصية الفنية ، أو السرد التاريخي وبأسلوب يختلف عنه في الأول وكأنه عرض جديد لم يسبق (١) ذكر القصة.
١٧ ـ ما تضمنته قصصه من أخبار القرون الخالية وقصص الأمم السالفة وما تحدى به أهل الكتاب كان على ما ذكره أنبياؤهم وتضمنته كتبهم (٢).
أهم القضايا التي ركز عليها القصص القرآني واهتم بها :
١ ـ تعميق العقيدة في النفوس وتبصير العقول وإحياء القلوب بها ، فيسلك بذلك أحسن الطرق إمتاعا وإقناعا.
٢ ـ السمو بهذا الإنسان روحيا وخلقيا ونفسيا حتى يمتاز عن الحيوان الذي يشترك معه في بعض الصفات.
٣ ـ تركيزه على الرقي المادي وأسبابه ، وأسباب القوة بمقدار اعتنائه بالمعنويات.
٤ ـ عنايته الخاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم والجماعات والأفراد وتفصيل ذلك تفصيلا عجيبا كالتركيز على الترف والطغيان ، والبطر والظلم ، والاستعباد الفكري ، والإرهاب والسخرية والرضا بالذل .. إلخ الذي بث في كل ثنايا القصص القرآني.
٥ ـ ارتباط التدين الحق بالحياة العملية وعدم انفصاله عنها.
٦ ـ تفصيله في أسباب السعادة الروحية التي بها تتم سعادة المؤمنين وعرض ذلك في القصص القرآني.
__________________
(١) التعبير الفني في القرآن د / بكري شيخ أمين ص ٢١٩.
(٢) روائع الإعجاز في القصص القرآني ـ محمود السيد حسن ـ ص ٣٠.