وله حكايات كثيرة
يتكون منها آداب سمرهم ومحادثاتهم ، وهي صفحات مهمة ولاذة ، يصفون نجابتها ،
وأشكالها وعدوها ، وفعالها في الحرب ، ويتشاءمون من بعض شياتها ...
ومواضيع الخيل
يتكون منها آداب قد تعجز الأقلام عن الاحاطة بها او استيعابها ، وكتب الخيل
القديمة والحديثة لم تف بالبيان ، ولم تتمكن من الاحاطة بكل المباحث ، ووجهات
الأنظار متفاوتة. والاستقصاء يطول.
يتردد على الألسن
دائما (الخيل معقود في نواصيها الخير) ، و (نواصي واعتاب) ومن الخذلان على الأمة
ان تكون قد تركت شأن خيولها ، وأهملت الركوب والطراد على ظهورها ، ولكن لا بطريق
السباق المعروف اليوم. فالسباق المرغوب فيه اختبار قدرة الفرس بامتحان ركوبها ،
والفارس وتجربته ، وتعوده بتقوية عضلاته ، وممارسته على المشاق ... وفي ذلك ما
يجلب الانتباه إلى حالة الفرس وأوصافها البدنية ، ومعرفة صحة أصلها ونجابة نجارها
...
ومن لم يزاول
الغزو ير في ركوب الخيل ، ومطاردة الصيد ، والتعود على الرياضة والخشونة أكبر
فائدة وأعظم نفع ... بل ان الحضارة تتطلب الحصول على خشونة البداوة بمزاولة هذه
الرياضة ، وهي خير من الرياضة الصناعية ، فيها حركات في الركوب والغارة ، وقطع
الفيافي ، والاستفادة من القوة ، وتنشق النسيم الطلق ، وامتحان البصر ، ومراقبة
الصيد وترصده ، ومطاردة الوحوش ... وكلها من خير وسائل الصحة والتمرن على الفروسية
...
٢ ـ أنسابها : (أرسانها)
عرفت خيول كثيرة
قديما وحديثا ، ونجحت في حروب عديدة ، وصارت عزيزة ومعتبرة عند أصحابها ... وهذه
هي السبب في تكون الرسن ، فهي الصديق الذي ينقذ صاحبه من مهلكة ، أو ورطة عظيمة ،
ووقعة خطرة ... والبدوي يحفظ لها هذا ، ووفاؤه يمنع أن يبذلها ، أو يتهاون في
شأنها .. ويتحدث دائما عن الوقائع التي أدت إلى نجاته بسببها .. ولابن