والرطوبة الجامعة ربما (١) كانت دهنية ، وربما كانت مائية ولكن لزجة. أما الدهنية فمثل رطوبة العرعر والسرو ، وأما المائية اللزجة فمثل رطوبة الساج والدّلب. وكل رطوبة دهنية لزجة ، ولا تنعكس.
وقد علمت أن الدهانة كيف تحدث ، وعلمت أن السبب فيها إلحاح الحار على اليابس (٢) بتسخينه ، وتقرير السخونة منه فى أجزاء يابسة تخالط (٣) دخانية ، ولزوجة (٤) تحدث لغليان اليابس فى الحار ، يشتد بها الاتحاد وتنفذ فيها الهوائية. ولذلك (٥) أكثر الأشجار التي بهذه الصفة مرة تعافها (٦) السّرفة والأرضة (٧) لبشاعتها. وأما الرطوبة اللزجة التي لا دهنية فيها ، فتلك التي لا يكون الحار قد فعل فيها هذا الفعل ، وربما عافت السرفة والأرضية (٨) أشجارا مثل هذه لفقدان الدسومة أصلا فانهما (٩) إلى الدسم (١٠) أميل إذا لم يكن شديد (١١) المرارة.
ومع ذلك فان الماسك الدهنى أقبل للتعفن لحرارته (١٢) من الماسك المائى اللزج. (١٣) وأما الماسك المائى الغير اللزج ، فإنه معرض لسرعة اليبس ، وذلك معرض لسرعة التعفن. ولذلك فإن الخلاف (١٤) وما يجرى مجراه (١٥) سريع الفساد. وقصب الرماح ، فإن الماسك فيها من الرطوبة أكثره مائى مع دهنية يسيرة. والبلاد الحارة الرطبة تصلب ما ينبت (١٦) فيها ، وترزنه. أما كونها حارة فيعين فى جذب القوة الغذاء ؛ (١٧) وأما كونها رطبة فيعين فى سرعة انجذاب الغذاء الرطب السيال ، مستصحبا من الأرضية أكثر مما (١٨) يستصحبه الذي لا ينفذ ليبسه. (١٩) فإن الغذاء اليابس كثير (٢٠) اليبس والأرضية فى جوهره ، فإنه لا ينفذ منه فى المغتذى إلا شىء يسير. فالبلاد الحارة الرطبة تحدث فى جملة الرطوبة التي فى أرضها أرضية كثيرة ، بل يتمكن من جذب الأرضية بإسالة الرطوبة إياها ، ثم تتحلل الرطوبة
__________________
(١) ربما : وربما سا ، م. (٢) اليابس : البارد د ، سا
(٣) تخالط : تخالطه د (٤) ولزوجة : ولزوجية ط.
(٥) ولذلك : وكذلك م.
(٦) تعافها : تعافه ط (٧) والأرضة : والأرضية د ، م
(٨) والأرضة : والأرضية د ، م
(٩) فإنهما : فإنها ب ؛ بأنه د ؛ فإنه سا ، م
(١٠) الدسم : الاسم ط.
(١١) شديد : شديدة ط
(١٢) لحرارته : من الحرارة ب ؛ بحرارته ط ؛ ساقطة من م
(١٣) اللزج : واللزج م.
(١٤) الخلاف : الصفصاف وهو شجر عظام [لسان العرب]
(١٥) مجراه : مجراها ب.
(١٦) ما ينبت : ما ينبته ط.
(١٧) الغذاء : للغذاء د ، سا ، ط ؛ + ليبسه طا.
(١٨) مما : ما د ، سا.
(١٩) ليبسه : لفسه ب ، ط ، م
(٢٠) كثير : الكثير ط.