فهو كذلك لا يشاء لهم الرحمة ، وإنما (أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) ختاما في السورة كالمطلع تصويرا لنهاية الابتلاء ، إذ خلق من نطفة أمشاج للابتلاء فجعل سميعا بصيرا ، وهدي السبيل إما شاكرا وإما كفورا (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً).
هذا ، وكما يعني أيضا من يشاءه الله وهو ـ لا ريب ـ من شاء رحمة الله وسعى لها حتى شاء الله إدخاله فيها ، فالمشيئة إذا مزدوجة ، بادئة من المرحومين إذ يعدّون لها عدتها بإذن الله ، ومنتهية الى الله إذ يدخلهم في رحمته ، مشيئتين من الله ، وواحدة من العبد.