لأن الحيوان قد استغنى ثم استعمل آلته وقوته ، وكذلك إن ضعفت جداً ثم كانت الآلة مؤاتية والحاجة شديدة وكذلك إن حدث في الحالة مانع وكذلك الحاجة والقوة باقيتين فإن العظم والسرعة ينقص بقدر الشيء الذي يوجد ، قال : تزيد الحاجة إذا كانت سائر الأشياء لا علة فيها يتزيد أولاً العظم ، فإن تزيدت الحاجة أكثر تزيدت السرعة فاعلم أن الحرارة قد زادت ، أقول : إنه إن كان تزيدها يسيراً فإن الانبساط يكون أعظم مما كان بأمر بين ، وإن تزيدت الحرارة تزيداً كثيراً فإنه يكتسب مع العظم سرعة ، وإن تزيدت أيضاً فمتواترة فإن نقصت الحرارة وهو معنى قولنا نقصت الحاجة وكانت الآلة والقوة بحسبهما فإن أول ما ينقص التواتر ثم بعده السرعة ثم العظم حت کون النبض أشد تفاوتاً من الطبيعي بمقدار وأبطأ منه بمقدار معتدل وأصغر بمقدار يسير لأن القوة ما دامت قوية لم يمكن أن يكون الانبساط أصغر من المقدار / الطبيعي بشيء كثير ولا للمد أبطأ منه بشيء كثير جداً لكن يكون التفاوت في غاية الطول إن كانت الحاجة قد نقصت نقصاناً قوياً كثيراً ، قال : وكذلك الحال في الانقباض إلا أن شدة الحاجة في الانقباض إنما يكون لتزيد البخارات الدخانية التي تحتاج أن تخرج فإنه إذا كانت الحاجة إلى إخراج هذه البخارات شديدة لكثرتها أو لحدتها كان الانقباض أعني خروج النفس سريعاً عظيماً متواتراً ، ويكون بطيئاً صغيراً متفاوتاً فى ضد هذه الحالة ، وعلى مثال هذه الحالة في الانبساط يكون هاهنا أيضاً ، فإنه إذا ذهبت الحاجة نقص أولاً زمان السکون الذي قبل الانبساط ثم سرعته ثم العظم.
قال : والحال في استفراغ الروح النفساني وتحلله كالحال في تزيد الحرارة فإن الذين يستفرغ منهم يتنفسون عظيماً سريعاً متواتراً ، والذين لا يستفرغ منهم فبالضد ، فإن اجتمع تزيد الحرارة إلى استفراغ الروح كأن النفس إلى داخل أسرع وأعظم وأشد تواتراً وبالضد وبالخلاف ، قال : وأما الانقباض فإنما يكون عظيماً سريعاً متواتراً إذا كانت هذه الفضول الدخانية كثيرة ويكون صغيراً بطيئاً متفاوتاً ، وإذا كانت هذه الفضول قليلة.
قال : وأما الأسنان فالسن التي فيها الحيوان نام يكون النفس فيه أعظم وأشد تواتراً في الانبساط والانقباض لأن الحرارة التي في / السن النامي أكثر ، فلذلك يحتاج للملك إلى تروح أكثر والفضول الدخانية فيهم أيضاً أكثر لأن هذه الفضول إنما تكون بحسب كثرة الهضم لأنها فضول الهضم وكذلك الحال في أوقات السنة والبلدان والأمزجة فإنه في الحار يعظم ويسرع ويتواتر وفي البارد بالضد ، وكذلك في الأعمال والأحوال والتصرفات ، قال : والاستحمام أيضاً ما كان بالحار فيجعل النفس سريعاً عظيماً متواتراً وما كان بالبارد فبالضد ، وأما النوم فإنه يجعل الانقباض أعظم وأسرع من الانبساط لأن الهضم يكون في حال النوم أكثر لأن الحرارة تجتمع فيه في داخل الجسم فيكثر لذلك اجتماع الفضول الدخانية غاية الكثرة.