ابن سرابون ، (١) قال : يحل لبث الوجع فى الأذن إما عن سدة وإما عن ريح باردة غليظة لا تجد مخلصاً أو عن ورم أو بسبب بثرة تخرج في الصماخ ، والذي من ورم معه ضربان شدد وتمدد ولهب ور بما کان معه حم ، والذي عن أخلاط باردة وسدة ففي الرأس نفسه ثقل / والتدبير المتقدم غليظ مبرد. مولد للفضول ، عالج وجع الأذن الذي عن امتلاء من أخلاط غليظة بالفصد واستفراغ البدن بالمسهل ، وتنقية الرأس بالغرورات وبايارج (٢) أرجيجانس جيد ، ويسهلهم به ، ويعظم نفع التعطيس لهم ، قال : ونفع من وجع الأذن البارد النفط (٣) الأزرق يقطر فيها ودهن الكادي.
قال : وأفضل من هذه في علاج وجع الأذن دهن العقارب / إذا قطر في الأذن ويلت فيه صوفة وتوضع عليها ، فإن سال من الأذن صديد فدهن الشهدانج نافع ، فإذا کان وجع الاذن حاراً فقطر فها باض بض بلبن جارة وشاف آبض ، وان کان الوجع شديداً فقطر فيها من ذلك أفيوناً والفلونيا (٤) الرومية مع بياض البيض ودهن الخلاف والنيلوفر ، والورم إذا كان داخلاً في الصماخ فهو أشد وجعاً وأشد خطراً والفصد في هذه العلل أعني الحادة في الأورام خاصة القيفال وانفضه بالهليلج وقطر
__________________
(١) وهو يوحنا بن سرابيون وجميع ما ألف سرياني وكان والده سرابيون طبيباً من أهل باجرمي وخرج ولداه طببن فاضلن وهما وحنا وداؤد ، ولوحنا بن سرابون من الکتب کناشه الکبر اثنتا عشرة مقالة ـ عون الانباء ١ / ٩.
(٢) إيارج بكسر الهمزة وهو اسم للمسهل الصالح وتفسيره الدواء الإلهي وقد يسمون كل مسهل دواء إلهياً إذا كان إنما يسهل بالخواص والقوي التي جعلها الله تعالى فيه وهو أول مسهل مركب في القديم والغرض منه تنقية الرأس والدماغ ـ بحر الجواهر.
(٣)النفط ـ بالكسر والفتح ـ هو دهن يخرج من بئر هو معدنه حار يابس في الثالثة ـ بحر الجواهر ، وقال ابن البيطار نقلاً عن ديسقوريدوس : هو صفوة القير البابلي ولونه أبيض وقد يوجد منه أيضاً ما أسود .... وهو نافع من بياض العين ومائها ، مسيح : هو حار في الدرجة الرابعة يدر الطمث والبول ونفع من السعال العتق والبهر واللهث ووجع الورکن ولسع الهوام طلاء.
(٤) قال في بحر الجواهر هو الأفلونيا ، وهي دواء مركب كما يظهر من تذكرة أولي الألباب للأنطاكي وعبارته هكذا : افلوينا منه فارسي هي أشهرها قيل إنه لأحد النجاشعة ، والصحيح أنه مقدم عليهم وهو جيد النفع في قطع الدم وتقوية الأعضاء وحفظ الأجنة ويذهب الصداع والسعال وضعف المعدة ويهيج الباه وتبقى قوته إلى أربع سنين ولا يجوز الاستعمال منه قبل ستة أشهر وأكثر ما يؤخذ منه إلى سنة ، وصنعته : فلفل أبيض بزر بنج من كل عشرون أفيون طين مختوم فوه بزركوفس جزر أبهل أسارون نان خواه رازيانج سنبل قط لوز مر من كل عشرة بزر بطيخ خمسة أشق ثلاثة يعجن بالعسل والشراب وقد يزاد زعفران خمسة مر عاقرقرحا فربيون من كل اثنان زرنباد رونج (لعله : درونج) لؤلؤ مسلك من کل نصف ، وفي آخر اضاً جندابادستر مرجان کهربا ابرسم من کل درهم ، واما الرومة (الافلونا) فهي صناعة أفلون الطرطوسي وحكمها في الأجل والاستعمال كالفارسية ولكنها أقطع منها في القولنج وعسر البول والحصى والطحال وضيق النفس والتشنج والسل والسعال والخوانيق والنزلات وفساد الفم والأسنان والاختلاف وضعف الكبد ولكنه أحر وذاك أيبس وكلاهما يفسد الذهن والفم إلا مع الإكثار =