دليلاً فعمدت إلى شياف ماميثا فأدفته بخل وقطرته في أذنه فبدأ إصلاحه في يوم ـ وعالجته في اليوم الثاني بأقراص أندرون أياماً أربعة ، وكان عزمي إن هو احتاج / إلى ما هو أقوى تجفيفاً أن أعالجه بمثل دواء خبث الحديد وأطلي أيضاً خارج الأذن بالأشياء التي تجفف غاية التجفيف مثل الدواء المتخذ بالغرب أو بأقراص أندرون ، ولكن هذا الرجل برأ ولم يحتج إلى هذه على أنه قد كان أشرف من سوء العلاج على عفن أذنه البتة ، وقد كان ذلك الطبيب يظن أنه إن عولج أذن وارمة بمثل هذه الأدوية أصاب العليل منه تشنج ، لأن عنده أن الورم في جميع المواضع يحتاج أن يرخي وقد كان الأذن ورم. قال : ولكني أنا لمعرفتي بفضل يبس الأذن جداً على سائر الأعضاء علمت أنه يحتاج أن تداوى بأدوية تجفف غاية التجفيف.
لي : إنما لم يصلح القليميا لأنه مغر قليل التجفيف بالإضافة إلى ما يحتاج إليها الأذن.
قال : المواد الجارية إلى الأذن إذا أردنا أن ننقلها إلى عضو قريب نقلناها إلى المنخرين ، قال : وأما أفراد من أصحاب القروح في الأذن فيحتاجون إلى أدوية أقوى من هذه بسبب أنه كانت ببعضهم في أذنه قرحة قد أتت عليها سنة تامة أو سنتان ، فإني داويتهم بدواء أقوى من هذه الأدوية وهو خبث الحديد ينخل بالحرير الصفيق غاية / الصفاقة عاد عله السحق حت صر کالغبار وطبخ بعد هذا کله بخل ثقف جداً حتى يصير هو والخل في ثخن العسل ويكون الخل أربعة أضعافه أو خمسة أضعافه فإنه دواء قوي جداً لا عديل له في هذا.
وقال في آخر السادسة : إن مجرى السمع على قربه من العصبة النابتة من الدماغ قد يحتمل أن يداوى بالأدوية القوية التجفيف.
المقالة الثانية من حيلة البرء : قال : أنا أستعمل المخدرة في وجع الأذن إذا أفرط وخفت أن يتشنج العليل ويختلط.
ومنه قال : عالج وجع الأذن بالدواء المتخذ بالأفيون والجندباد ستر تديفهما بشراب حلو وتصبه فيها ، وإذا كان وجعها من ريح غليظة تولدت عن أخلاط غليظة باردة فإياك واستعمال الأفيون ، واستعمل الكماد بالجاورس والأشياء التي تحلل الريح وتلطف التدبير وترك (١) الغذاء وشرب الماء البتة فإنها تنضج وتنحل ويجوز أن يستعمل الدواء الذي فيه مع الأفيون جندبادستر ، وإن احتجت إلى ضماد فاطبخ الخشخاش بماء وألق على الماء دقيق حلبة وبزر كتان وضمد به.
__________________
(١) كذا بالأصل ، والظاهر : يترك ـ أو : اترك.