قال : وينبغي أن يغمض العين التي فيها الماء ويعصر جفن العين بالإبهام وإلى العن کبسه وحرکه ال هذا الجانب وهذا الجانب ، ثم فتح العن ونظر فها ، وذلل أن الماء إذا لم يكن بعد اجتمع واستحكم إذا عصرته بالإصبع يفترق وينقطع ، وإذا كان مجتمعاً يصير أولاً أعرض مما كان ويتسع ثم يرجع إلى شكله وعظمه الذي كان عليه ، وإن كان الماء جامدا فإنه لا يتحرك بالغمز البتة لا فى العرض ولا فى الشكل.
قال : واللون أيضاً يدل على ذلك لأن الحديدي والأسربي يدل على أنه قد لك اجتمع اجتماعاً متوسطاً وأنه موافق العلاج ، / وأما ما كان شديد البياض كلون الجبسين (١) وبلون البرد فإنه شديد الجمود لا يصلح للقداح.
قال انطيلس : الماء الجبسيني والأسود جداً رديئان لا يصلحان للقدح.
قال : وقدح الماء المستمسك الذي لا يترجرج بالعصر والغمز ولا يزول عن شکله لانتفع بقدحه ، وذلك أن الشديد الجمود لا يتعلق يشىء إذا نحى عن الناظر لكنه لا يعود من ساعته ويرتفع ، لأنه شديد الملوسة لا رطوبة له.
قال : ومن الماء ضرب لا يستمسك أبداً ، ومنه ما ستمسلک بعد سنن کثرة ، والذب ، نقدس منه المحت قة / حداًة الماقة ، أن سنة (١) والذي يقدح منه المجتمع باعتدال ، ولا يقدح المرقق / جداً ، وعلامة لمرقق ينقطع من الغمز والعصر ، وعلامة الجامد أن لا يتحرك بتة ، وعلامة المعتدل الجمود أن عرض وتسع ثم عود ال شکله.
قال : والبردي الشديد البياض لا يقدح لأنه شديد الجمود ، والحديدي والأسربي يقدحان لأنهما معتدلا الجمود.
العلاج : قال : يجلس العليل في الفيء حذاء الشمس ، لأن الماء يرى في هذا الموضع رؤية بينة فأما في الشمس أو في نور كثير فلا يرى ، ثم يربط عينه الصحيحة نحو الزاوية الصغرى ، ثم يبعد عن سواد العين بقدر طرف الميل.
لي : هذا يكون إذا دخلت المقدحة وتنتهي إلى ثقب العنبي فقط.
قال : يعلم على ذلك الموضع بذنب المقدحة بأن يغمز عليه حتى يصير فيه جوبة ، وذلك لخلتين : إحداهما ليتعود العليل الصبر ويمتحنه ، / والثاني ليصير للرأس الحاد
__________________
(١) (الجبسن) الجص والجص هو الجبسن وهو حجر رخو براق منه ابض واحمر وممتزاج بنهما وسم بإفريقية جبس الفرانين وهو من الأبدان الحجرية الأرضية .... إذا عجن بالخل وطلي على الرأس حبس الرعاف ، ديسقوريدوس وإذا شرب تحجر في البطن وعرض منه خناق ولذلك ينبغي أن يستعمل في علاج من شربه ما يستعمل في علاج من شرب الفطر أي الكمأة هو أردأ من جميع أصنافها ـ بحر الجواهر ابن البطار ١ / ١٥٩.