فوجدته نافعاً. لي : يسهل هؤلاء في الأيام بطبيخ الهليلج والتمر هندي و طعمون الخبز بماء الرمان بعد ذلك كل يوم قبل أن يصدعوا شيئاً قليلاً بمقدار ما لا يصدعون مثل الحقنة ثم ينصرفون ويستحمون إن أحبوا ويأكلوا بعد غذائهم ويسهل من غد قبل أن يصدعوا ، وفي كل أيام يسهلوا الصفراء ويأخذوا أطعمة مقوية لفم المعدة.
قال : والصداع الكائن مع تمدد فالإمساك عن الطعام نافع له ، فأما من كان في فم معدته أخلاط لذاعة فالإمساك ضار له ، وإن كانت الأخلاط المرارية مداخلة للمعدة فنقها بأيارج وأقلل فيه من الزعفران لأنه يصدع.
قال : من عادتي أن أسأل المريض كيف تجد الصداع فبعضهم يخبر أنه يجد كأن رأسه تؤكل أكلاً ، وبعضهم يجد كأنه يحس على رأسه بحمل ثقيل ، وبعضهم يقول إنه يحس بحرارة قوية أو ببرد قوي فإذا كان يحس بالنخس والأكال فاعلم أن سبب الصداع حدة الأخلاط وحدة الريح فإن / كان يحس بتمدد بلا لذيع فالسبب امتلاء فإن لم يكن مع ثقل فإن الامتداد هو ريح والفلغموني والأورام يتبعه الثقل والحرارة ، فأجد التخمين والحدس ، فإذا وقعت على السبب فلا تغير التدبير إن لم تره ينجح وذلك أنه ربما كانت العلة قوية فلا يؤثر فيه أثراً إلا بعد مدة لأنه يحتاج إلى علاج قوي ليبين الأثر ، قال فاستعمل في أول الأمر ما يقمع على الرس وما يضاد المادة في آخر الأمر ما يحلل وفي وسط ما ينضج ، واعلم أن الحقن القوية بليغة لهذا الوجع جداً لحدتها ما مال إلى الرأس إلى أسفل ، والتكميد بالملح نافع في العلل الباردة واستعمال الأدوية القوية إذا طالت المدة مثل الجندباد ستر والقردمانا ونحوها.
قال جالنوس : والتکمد بالجاورس خر من الملحوالتخبص ببزر کتان والزوفا جيد ثم يغرق له مرغزي في شبت ويلزم الرأس وهو فاتر وفي دهن بابونج فإن هذا علاج يسكن الوجع جدا.
دواء قوي في العلل الباردة والمزمنة يؤخذ كبريت وجندباد ستر وحب الغار أجزاء سواء فاسحقها بسمن ودهن ورد واطلها على خرقة وضع على الجبهة. لي : ينبغي أن يلطخ بالقطران فإنه كان في الإسخان والتلطيف ، وکذلل مت طال الوجع فافصد العرق من الجبهة أو من الأنف ، واحجمه من قفاه ، وحرك العطاس ، فإن طالت العلة أيضاً فعالج بدواء الخردل.
قال جالينوس : أنا لا أستعمل هذا في العلل الحارة بتة ، قال : ولكن / لأن الناس أكثر ما يصيبهم هذه العلل من البرودة تنجح هذه مرات كثيرة وإنما يفزع إليها الأطباء كما يفزع إلى الأبحر العظام في اللجة ، وقد جربت البابونج فوجدته نافعاً من الصداع البارد والتخبص به والتکمد ، وسعط بالسعوطات التي خرج رطوبات کثرة من