قال : والجنون لا يكون في حال من البلغم لأنه يحتاج في كونه إلى أن يكون الخلط المحدث له لذاعاً مهيجاً والصفراء دائماً بهذه الحال ، وأما السوداء فإنها تصير بهذه الحال فى بعض الأحوال إذا احترق احتراقاً كثيراً وعفن وصار له حدّة حينئذ. لي : قد بين جالينوس ها هنا أن الجنون شبيه بشباهة الصفراء.
السابعة : حمرة العن عرض غر مفارق للورم الحار في الدماغ ، وقد کون مع ورم في فم المعدة لا دائماً. لي : إذا كان معه شيء من أسباب الرأس فالعلة في الدماغ وإذا حدث بعد الجنون اختلاف دم أو استسقاء أو حيرة وذلك دليل محمود.
قال جالنوس : قد کون برء الجنون بالاست شقاء واختلاف الدم / عل طرق تنقل ١٩١٧ الفضل من الرأس إلى البطن ، وأما الحيرة فإنه يعنى به الجنون الشديد جداً ، وقد يمكن إذا اشتد الأمر أن يكون له بحران كالحال في سائر العلل. لي : الاستسقاء لا يشاكل تنقل هذا الفضل لكن الحال فيه يشبه أن يكون لأن الكبد يبرد فيبرد سائر البدن. وتر طب وتر هل فتنقل الا بخرة.
قال : قد يحدث ضرب من اختلاط من الخوى والاستفراغ ولا يكون شديداً لكن محله محل الرعشة من الفالج. قال أبو بكر : ذلك يكون لأن الدماغ في تلك الحال بعدم ما يصير إليه من مادة الروح النفساني لا لأن به علة تخصه أو البخار لطيف حار يسير المقدار هاج لحرارة الجوف فهو يسكن بشربة ماء ونحوها ، قال : إذا حدث عن ذات الرئة قرانيطس فإنه رديء لأنه يكون إذا كان الخلط الفاعل الذات الرئة كثيراً جداً حاراً مع ذلك ، ومن أصابه في دماغه سقاقلوس فلم يمت إلى ثلاثة أيام برء ، لأن هذه العلة تهلكه في غير هذا الموضع لأنها فساد العضو أو سلوكه إلى طريق العفن والموت ، وإنما نعني ها هنا من أشرف على هذه العلة وهذه إنما تتبع الورم الحار العظيم فإذا لم يمت العليل في هذه في ثلاثة أيام فلا شك أنها قد انحطت لأنه لشرف هذا العضو لا يجوز أن يبقى به مثل هذه العلة أكثر من ثلاثة أيام.
الإسكندر من مقالته في البرسام ، قال : البرسام من الأمراض الحادة ويكون من مرة الصفراء إذا حدثت ورماً حاراً في غشاء الدماغ / المسمى بمننجوس والفرق بينه. وبن الهذان الکائن في الحمات بلا ورم الدماغ لان هذا الهذان دائم والکائن في المحرقة والغب نما کون في صعود الحم وسکن في هبوطها ، والفرق بنه وبن الجنون آن الهذان الذي لالجنون لا کون معه حم ومع قرانطس حم وختلف خبثه ورداءته بحسب المرة التي يكون منها فمتى كانت أحد كانت أردأ.
وعلامات کون البرسام آن بتقدمه سهر طول ونوم متفزع مشوش ، ور بما عرض لهم النسيان حتى يأمروا بشيء ثم ينسوه وتحمر أعينهم وتدمع وتكون المجسة صلبة