الباب العاشر
في قرانطس بانفراد واشترال والجنون والقطرب
والهذيان الذي مع سهر وجميع ضروب السهر والأخلاط
مع حرارة أو أورام حارة في الرأس وسائر الأعضاء
المقالة الثانية عن الأعضاء الآلامة : قال : كثير ممن يسخن رؤوسهم الشمس يختلطون. لي : الاختلاط منه ثابت لازم نحو الجنون الكائن عن علة محض الدماغ نفسه ومنه أعراض تابعة لأمراض ، ولكثير ما يتبع الورم الحار في نواحي الدماغ مثل قرانطس في منته الحمات المحرقة والغب الکثر الحرارة وعند ورم الحجاب ومع ذات الجنب وورم المثانة أو عند وجع شدد.
الخامسة : قال : قد يكون اختلاط الذهن بسبب فم المعدة إذا اعتلت ويكون أيضاً في الحميات المحرقة وفي ذات الجنب والرئة والحجاب والدماغ لأن الاختلاط الكائن عن ورم الحجاب شبيه بالحادث عن الورم الحادث في الدماغ ، وفي أغشيته وذلك أن الاختلاط الكائن فى العلل الأخر وفى الحميات المحرقة إذا جاوز المنتهى سكن ، وأما قرانيطس فإن اختلاطه دائم ، وذلك لأن الدماغ في هذه العلة يخصه في نفسه ولذلك لا يختلط عقل صاحبه بغتة دفعة واحدة كما يعرض لعلة الأعضاء الأخر ، بل تتقدم حدوث الاختلاط ها هنا أعراض ليس باليسيرة كلها ، / علامات قرانيطس فمرة عتره السهر ومرة نام نوماً مشوشاً مضطرباً مع اختلاط خالات ظاهرة حت آنه صح وثب ، وفي بعض الاوقات عرض له نسان حت دعو بالطست لبول ثم لا بول حتى يذكر ويكون معه جرأة وقحة زائدة على العادة ، ولا يشرب إلا قليلاً ونفسه عظيم متفاوت ونبضهم ليس بعظيم وهو صلب كأنه عصب ، فإذا قرب الوقت الذي يعتريهم فيه العلة يجدون وجعاً في مؤخر الرأس حتى إذا وقعوا فيها يبست أعينهم جداً وتدمع إحداهما دمعة حارة ويصير فيها رمص ويمتلىء عروقها دم ويقطر من آنافهم أيضاً الدم وتبقى حماهم بحالها فلا تنحط ولا تنوب ، ولسانهم خشن ، ولذلك إذا اعتل الحجاب فإن الاختلاط تبقى شبهاً باللازم ، ويفرق بينه وبين قرانيطس بالأعراض التي تظهر في العين ، والتنفس فيمن يختلط بسبب دماغه عظيم متفاوت ، فأما من أجل الحجاب فإنه کون مختلفاً فمرة صغر وتواتر ومرة يعظم ومرة يصير شبيهاً بالزفرات ، وفي ابتداء الورم الذي يكون في الحجاب قبل أن يحدث الاختلاط يتنفسون تنفساً صغيراً متواترا