قال : سئل عن قول النبي صلىاللهعليهوآله ان الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة (١) سوداء في ليلة ظلماء. فقال : كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله فكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون ، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم لكيلا يسب الكفار اله المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون ، فقال (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ).
٢٤٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفي آخره قال عليهالسلام : ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلثة : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فاذا سمع الناس الغلو كفروا شيعتنا ونسبوهم الى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم سبونا بأسمائنا ، وقد قال الله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ).
٢٤١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله : ونقلب أفئدتهم وأبصارهم يقول ننكس قلوبهم فيكون أسفل قلوبهم أعلاها ونعمى أبصارهم فلا يبصرون الهدى.
٢٤٢ ـ وقال على بن ابى طالب ان أول ما يقلبون عليه من الجهاد الجهاد بايدكم ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم؟ فمن لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر منكرا نكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ثم لا يقبل خيرا أبدا (كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) يعنى في الذر والميثاق (وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) اى يضلون.
٢٤٣ ـ في مجمع البيان (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) ان يجبرهم على الايمان عن الحسن وهو المروي عن أهل البيت عليهمالسلام. قال عز من قائل : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) الاية
٢٤٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى ابى عن الحسين بن سعيد عن على بن ابى حمزة عن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : ما بعث الله نبيا الا وفي أمته شيطانان يوذيانه
__________________
(١) الصفاة : الصخرة.