ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليهاالسلام حديث طويل يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك وما يقولون ، فقال الله جل ذكره : يا محمد «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ» لكنهم يجحدون بغير حجة لهم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتألفهم ويستعين ببعضهم على بعض ، ولا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة ، فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت اليه نفسه.
٥٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن أبى حمزة عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قرأ رجل على أمير المؤمنين عليهالسلام (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) فقال : بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة لا يكذبونك لا يأتون بباطل يكذبون به حقك
٥٧ ـ في تفسير العياشي عن الحسين بن منذر عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) قال : لا يستطيعون ابطال قولك.
٥٨ ـ في مجمع البيان (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) اختلف في معناه على وجوه : أحدها ان معناه لا يكذبونك بقلوبهم اعتقادا وهو قول أكثر المفسرين ويشهد لهذا الوجه ما روى سلام بن مسكين عن أبى يزيد المدني ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لقى أبا جهل فصافحه ابو جهل فقيل له في ذلك؟ فقال والله انى لا علم انه لصادق ولكنا متى كنا تبعا لعبد مناف؟ فأنزل الله تعالى الآية.
٥٩ ـ في روضة الكافي حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليهالسلام قال في رسالة طويلة الى أصحابه : انه لا يتم الأمر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم ، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى تحملوا [عليكم] (١) الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار
__________________
(١) يقال عرك الأذى بجنبه اى احتمله. والضيم : الظلم.