معنى الآية انه لا يصرف العذاب عن أحد الا برحمة الله كما روى ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله ، قالوا. ولا أنت يا رسول الله؟ قال : ولا أنا الا أن يتغمدني الله برحمته منه وفضل ، ووضع يده على فوق رأسه وطول بها صوته رواه الحسن في تفسيره. قال عز من قائل : (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ)
٢٨ ـ في كتاب التوحيد عن الرضا عليهالسلام حديث طويل وفيه يقول عليهالسلام واما القاهر فانه ليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر ، كما يقهر العباد بعضهم بعضا ، فالمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعود مقهورا ، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على ان جميع ما خلق ملتبس به الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به لم يخرج منه طرفة عين ، غير انه (يَقُولُ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ) ، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
٢٩ ـ وباسناده الى محمد بن عيسى بن عبيد قال : قال لي ابو الحسن عليهالسلام ما تقول إذا قيل لك أخبرني عن الله عزوجل أشيء هو أم لا شيء؟ قال : فقلت له : قد اثبت الله عزوجل نفسه شيئا حيث يقول : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) فأقول : انه شيء «لا كالأشياء ، إذ في نفى الشيئية عنه إبطاله ونفيه ، قال لي صدقت وأصبت.
٣٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليهالسلام في قوله (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) وذلك ان مشركي أهل مكة قالوا يا محمد ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟ ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول ، ـ وذلك في أول ما دعاهم ، وهو يومئذ بمكة ـ قالوا : ولقد سئلنا عنك اليهود والنصارى فزعموا انه ليس لك ذكر عندهم فأتنا من يشهد انك رسول الله ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) الآية قال (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى) يقول الله لمحمد : (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ) ، (قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ).