وحوا اجتمعا فيها فتعارفا ، وقد رواه أصحابنا أيضا.
٧١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن عرفات لم سميت عرفات؟ فقال : ان جبرئيل عليهالسلام خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة ، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل عليهالسلام : يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك ، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليهالسلام له اعرف واعترف.
٧١٨ ـ في الكافي باسناده الى ابى بصير انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهماالسلام يذكران انه قال جبرئيل لإبراهيم عليهالسلام : هذه عرفات فاعرف بها مناسكك ، واعترف بذنبك ، فسمى عرفات ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٧١٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليهالسلام قال في حديث طويل : ونزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ، ولم ينزلوا الدور ، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس امر الناس ان يغتسلوا ويهلوا بالحج ، وهو قول الله تعالى الذي انزل على نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم «فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم» فخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى ، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر ، ثم غدا والناس معه ، وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ، ويمنعون الناس ان يفيضوا منها ، فأقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقريش ترجو ان يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى عليه : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) يعنى إبراهيم واسمعيل واسحق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم ، فلما رأت قريش ان قبة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهى الى نمرة وهو بطن عرنة (١) بحيال الأراك فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين ، ثم مضى الى الموقف فوقف به ، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون الى جانبها فنحاها ففعلوا
__________________
(١) نمرة : هي الجبل الذي عليه أنصاب الحرم وعرفة : موضع بعرفات.