كَفَرُوا بِهِ) فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجيئ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ايها العرب هذا أوان نبي يخرج بمكة ويكون مهاجرته بمدينة وهو آخر الأنبياء وأفضلهم في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة ويجتزى بالكسرة والتمرات ، ويركب الحمار العرى ، وهو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه ، ولا يبالي من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ، لنقتلنكم به يا معشر العرب قتل عاد ، فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال الله تعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ).
٢٧٩ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن زرعة بن محمد عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليهالسلام في قوله عزوجل : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) فقال : كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما بين عير (١) واحد فخرجوا يطلبون الموضع ، فمروا بحبل يسمى حداد (٢) فقالوا ، حداد واحد سواء ، فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك ، وبعضهم بخيبر ، فاشتاق الذين بتيماء الى بعض إخوانهم فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا (٣) منه وقال لهم : أمر بكم ما بين عير وأحد فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنا بهما ، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذلك عير وهذا أحد ، فنزلوا عن ظهر ابله. وقالوا قد أصبنا بغيتنا (٤) فلا حاجة لنا في إبلك ، فاذهب حيث شئت وكتبوا الى إخوانهم الذين بفدك وخيبر انا قد أصبنا الموضع فهلموا إلينا. فكتبوا إليهم انا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الأموال ، وما أقربنا منكم ، فاذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم فاتخذوا بأرض المدينة الأموال ، فلما كثرت أموالهم بلغ
__________________
(١) عير : جبل بمدينة.
(٢) في القاموس : حدد ـ محركة ـ : جبل بتيماء وتيماء : اسم موضع قريب من المدينة. وقال المجلسي (ره) لعله زيد الف حداد من النساخ أو كان جبل يسمى بكل منها.
(٣) من الكراء اى استأجروا منه.
(٤) البغية : الحاجة.