تعالى
(فَالْمُقَسِّماتِ
أَمْراً) وبقوله تعالى (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) . وعن ابن عباس قال إنّ لله ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجرة ،
فإذا أصاب بأحدكم عجزة بأرض فلاة فتنادوا أعينوا عباد الله رحمكم الله ، كذا في
التفسير الكبير. ومنهم الكروبيون والروحانيون وخزنة الكرسي والسّفرة والبررة.
وفي أنواع البسط
يقول : الملائكة فريقان :
أحدهما علوي
والآخر سفلي. فما هو علوي يقال له موكل. وما هو سفلي فيقال لهم أعوان وأرواح
وروحاني .
الملكة
: [في الانكليزية] Faculty
،
aptitude ـ [في الفرنسية] Faculte ، aptitude
تطلق على كيفية
راسخة في المحلّ أي متعسّر الزوال أو متعذّرة ويقابلها الحالة وقد سبق. وتطلق على
مقابل العدم أيضا وقد سبق في لفظ التقابل.
الملكوت
: [في الانكليزية] Kingdom
،
spiritual world ـ [في الفرنسية] Royaute ، royaume ، monde spirituel
بفتحتين صيغة
المبالغة بمعنى الملك والملك هو التصرّف الصحيح بالاستعلاء ، وهي في اصطلاح
الصوفية تطلق على الصفات مطلقا وقد تختص بالإطلاق على الصفات الإلهية. أمّا إطلاقه
على الصفات فلأنّ الله تعالى له في كلّ شيء ملكوت لتصرّفه بالصفات في كلّ ميت وحيّ
، والصفات وسائط التصرّف وروابط التأليف بين الأسماء والأفعال كاللّطف والقهر
المتوسطين بين اللطيف والملطوف والقهار والمقهور ، وتسمّى تلك الصفات لهذه الجهة
ملكوتا ، وبين كلّ مربوب وربّه نسبة مخصوصة هي ملكوته الذي بيد الملك الجبار يتصرف
فيه بتوسطه. وأمّا تخصيصه بالإطلاق على الصفات الإلهية فلأنّ الملكوت وإن كان
ثابتا في القوى الروحانية والنفسانية والطبيعية اللواتي هن روابط التصرّف في الكون
، لكنه لما كان أحقّ بالصفات الأزلية وأنّها الملكوت الأعلى وما سواه فهو الملكوت
الأدنى خصّ أي الملكوت بالصفات الإلهية. اعلم أنّه مما يوهب في هذا العالم
الدنياوي للواصلين إليه التصرّف في الملكوت الأدنى بنزع الخواص من الأجسام
وإيتائها خواص أخر وهو أصل خوارق العادات والمعجزات ، وأرباب هذا التصرّف على
درجات. فمنهم من وهب له التصرّف في ملكوت العناصر فقط كتصرف إبراهيم عليهالسلام في ملكوت النار بالتبريد وتصرّف موسى عليهالسلام في ملكوت الماء والأرض بالشقّ والتفجير وتصرّف سليمان عليهالسلام في ملكوت الهواء بالتسخير. ومنهم من وهب له التصرف في ملكوت السماء أيضا
كتصرف نبينا عليهالسلام في ملكوت القمر بالشقّ. ومنهم من يطول لهم بسط الأزمنة
والأمكنة فيظهر منهم في لمحة تصرفات وأثار لم تحصل لغيرهم إلاّ في مدة طويلة.
وبالجملة فالملكوت هو الصفات مطلقا وتخصيصه بالإطلاق على الصفات الإلهية من قبيل
إطلاق المطلق على الفرد الكامل ، هكذا يستفاد من شرح القصيدة الفارضية في ذكر
العوالم وقد سبق أيضا في لفظ العالم. وقد يطلق الملكوت على عالم المثال أيضا وهو
الأشياء الكونية المركّبة اللطيفة الغير القابلة للتجزي والتبعيض والخرق والالتيام
وهي حاوية للنفوس السماوية والبشرية كما في التّحفة
__________________