الحكم على وفقه ويجيء في لفظ المناسب مع بيان أقسامه. ومنها التشبيه الذي ذكر أداته نحو كأنّ زيدا الأسد. ومنها المجاز الذي تكون العلاقة فيه غير المشابهة كاليد في النعمة وقد سبق في موضعه. ومنها ما هو مصطلح المحدثين وهو الحديث الذي سقط من آخر إسناده من بعد التابعي راو واحد أو أكثر وذلك السقوط يسمّى إرسالا ، وصورته أن يقول التابعي صغيرا كان أو كبيرا قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا أو فعل كذا أو فعل بحضرته كذا وسكت ونحو ذلك ممّا يضيفه إليه صلىاللهعليهوسلم ، هذا هو المشهور وهو المعتمد. وحاصله أنّ المرسل حديث رفعه التابعي مطلقا. وبعضهم قيّد التابعي بالكبير وقال لا يكون حديث صغار التابعين مرسلا بل منقطعا لأنّهم لم يلقوا من الصحابة إلاّ الواحد أو الاثنين فأكثر روايتهم عن التابعين. وأما قول من دون التابعي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كذا فاختلفوا في تسميته مرسلا ، فقال الحاكم وغيره من أهل الحديث : المرسل مختصّ بالتابعي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. والمعروف في الفقه وأصول الفقه أنّ كلّ ذلك يسمّى مرسلا وإليه ذهب الخطيب. لكن قال إنّ أكثر ما نوصّفه بالإرسال من حيث الاستعمال رواية التابعي عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويؤيّده ما في العضدي من أنّ المرسل هو أن يقول عدل ليس بصحابي قال صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا انتهى ؛ فحينئذ يتّحد المرسل والمنقطع. وقال في التلويح : وفي اصطلاح المحدّثين أنّه إن ذكر الراوي الذي ليس بصحابي جميع الوسائط فالخبر مسند ، وإن ترك واسطة واحدة بين الراويين فمنقطع ، وإن ترك واسطة فوق الواحد فمعضل بفتح الضاد ، وإن لم يذكر الواسطة أصلا فمرسل انتهى. وفي شرح النخبة وشرحه :
اختلف المحدّثون في المرسل والمنقطع هل هما متغايران أولا؟ فأكثر المحدّثين على التغاير لكنه عند إطلاق الاسم عليهما حيث عرّفوا المنقطع بما سقط من رواته واحد غير الصحابي ، والمرسل بما سقط من رواته الصحابي فقط.
وبعضهم على أنّهما واحد وعرّفوا المرسل بأنّه ما سقط من رواته واحد فأكثر من أي موضع كان. وأمّا عند استعمال الفعل المشتق فيستعملون الإرسال فقط فيقولون أرسله فلان سواء كان ذلك مرسلا أو منقطعا ، ومن ثمّ أطلق غير واحد ممن لا يلاحظ مواقع استعمالاتهم على كثير من المحدّثين أنّهم لا يغايرون بين المرسل والمنقطع وليس كذلك ، لما حررنا أنّهم غايروا في إطلاق الاسم وإنّما لم يغايروا في استعمال المشتق. اعلم أنّ المرسل إمّا جلي ظاهر وهو ما يكون الإرسال فيه ظاهرا ، وإمّا خفي باطن وهو ما لا يكون الإرسال فيه ظاهرا ، والفرق بين المرسل الخفي والمدلّس قد سبق.
فائدة :
المرسل ضعيف لا يحتجّ به عند الجمهور والشافعي ، واحتجّ به أبو حنيفة ومالك وأحمد لأنّ الإرسال من جهة كمال الوثوق والاعتماد ، فإنّ الكلام في الثقة فلو لم يكن عنده صحيحا لما أرسله.
المرض : [في الانكليزية] Illne ، disease ، sickne ـ [في الفرنسية] Maladie ، mal
بفتح الميم والراء خلاف الصحة وقد سبق.
المرض البحراني : [في الانكليزية] Seasickne ـ [في الفرنسية] Mal de mer
هو الحادث بسبب الانتقال في البحران.
المرض الجزئي : [في الانكليزية] Indisposition ، slight illne ـ [في الفرنسية] Indisposition ، maladie legere
هو الذي يسهل علاجه والمرض الكلّي بخلافه.