السلام : (ربّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه) (١). وإنّما سمّي صبيح الوجه لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (اطلبوا الحوائج عند صباح الوجوه) (٢) ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.
الصّحابي : ـ [في الانكليزية] Follower of the Prophet ـ [في الفرنسية] Compagnon du Prophete بالفتح منسوب إلى الصّحابة وهي مصدر بمعنى الصّحبة ، وقد جاءت الصحابة بمعنى الأصحاب ، والأصحاب جمع صاحب ، فإنّ الفاعل يجمع على أفعال كما صرّح به سيبويه وارتضاه الزمخشري والرّضي. فالقول بأنّه جمع صحب بالسكون اسم جمع كركب أو بالكسر مخفّف صاحب إنّما نشأ من عدم تصفّح كتاب سيبويه ، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي. وفي الصّراح أصحاب جمع الصّحب مثل فرخ وأفراخ وجمع الأصحاب الأصاحيب. وفي المنتخب صاحب بمعنى يار جمع أو صحب وجمع صحب أصحاب وجمع أصحاب أصاحيب.
وعند أهل الشرع هو من لقي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الثّقلين مؤمنا به ومات على الإسلام. والمراد (٣) باللقاء ، أعمّ من المجالسة والمماشاة ووصول أحدهما إلى الآخر وإن لم يكالمه ، ويدخل فيه رؤية أحدهما الآخر سواء كان ذلك اللقاء بنفسه أو بغيره ، كما إذا حمل شخص طفلا وأوصله إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسواء كان ذلك اللقاء مع التمييز والعقل أو لا ، فدخل فيه من رآه وهو لا يعقل فهذا هو المختار.
وقيل كلّ من روى عنه حديثا أو كلمة ورآه رؤية فهو من الصّحابة فقد اشترط المكالمة. وقيل كلّ من أدرك الحلم وقد رأى النبي صلىاللهعليهوسلم وعقل أمر الدين فهو من الصّحابة ، ولو صحبه عليهالسلام ساعة واحدة فقد اشترط العقل والبلوغ. والتعبير باللّقى أولى من قول بعضهم الصّحابي من رأى النبي صلىاللهعليهوسلم لأنّه يخرج به ابن أمّ مكتوم ونحوه من العميان مع كونهم صحابة بلا تردد ، والمراد (٤) بالرؤية واللقاء ما يكون حال حياته عليهالسلام. فلو رأى بعد موته قبل دفنه كأبي ذؤيب الهذلي (٥) فليس بصحابي على المشهور. فقولنا من جنس.
وقولنا لقي النبي صلىاللهعليهوسلم احتراز عمّن لم يلقه كالمخضرمين فإنّهم على الصحيح من كبار التابعين كما عرفت.
قيل إن ثبت أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة الإسراء كشف له عن جميع من في الأرض فينبغي أن يعدّ من كان مؤمنا به في حياته في هذه الليلة
__________________
(١) «رب اشعث اغبر مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لأبره». صحيح مسلم ، كتاب البر ، باب فضل الضعفاء والخاملين ، حديث ١٣٨ ، ٤ / ٢٠٢٤.
(٢) المتقي الهندي ، كنز العمال ، فصل في آداب طلب الحاجة ، حديث ١٦٨١١ ، ٦ ٥٢٠ ، بلفظ عند حسان الوجوه وعزاه إلى ابن أبي الدنيا عن ابن عمر والخرائطي في اعتلال القلوب والهيثمي ، مجمع الزوائد ، باب ما يفعل طالب الحاجة ، ٨ / ١٩٤ وعزاه إلى الطبراني في الصغير والاوسط في بيت من الشعر بلفظ :
أنت شرط النبي إذ قال يوما |
|
فابتغوا الخير في صباح الوجوه |
(٣) المقصود (م ، ع)
(٤) المقصود (م ، ع)
(٥) هو خويلد بن خالد بن محرّث ، ابو ذؤيب ، من بني هذيل ، توفي نحو عام ٢٧ ه نحو عام ٦٤٨ م. شاعر فحل مخضرم.
أدرك الجاهلية والاسلام. سكن المدينة وشارك في الجهاد والفتوح. له شعر جيد جمع في ديوان مطبوع.
الاعلام ٢ / ٣٢٥ ، الاغاني ٦ ٥٦ ، معاهد التنصيص ٢ / ١٦٥ ، الشعر والشعراء ٢٥٢ ، خزانة البغدادي ١ ٢٠٣ ، الكامل ٣ / ٣٥.