والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنه سئل عن هذه الآية فقال هذه نزلت فينا خاصّة أنّه ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتّى يقر للإمام وبإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا.
أقول : يعني أن ولد فاطمة هم المعنيون بأهل الكتاب هنا وذلك لقوله سبحانه ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فإنهم المرادون بالمصطفين هناك كما يأتي ذكره عند تفسيره.
(١٦٠) فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا فبظلم عظيم منهم حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ قيل هي التي ذكرت في قوله سبحانه وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ (الآية).
وفي الكافي والعيّاشيّ والقمّيّ عن الصادق عليه السلام : من زرع حنطة في أرض ولم يزك زرعه فخرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعيه وأكرته (١) لأن الله يقول فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ يعني لحوم الإِبل والبقر والغنم وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً (٢)
(١٦١) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ بالرشوة وغيرها من الوجوه المحرمة وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً دون من تاب وآمن.
(١٦٢) لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ قيل يعني ويؤمنون بالمقيمين الصلاة يعني الأنبياء وقيل بل نصب على المدح وقرئ في الشواذ بالرفع وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ
__________________
واسمه وما فعلا ، والمراد برؤيتهم في ذلك الحال العلم بثمرة ولايتهم وعداوتهم علم اليقين بعلامات يجدونها من نفوسهم ومشاهدة أحوال يدركونها كما قد روي : ان الإنسان إذا عاين الموت أري في تلك الحالة ما يدله على أنّه من أهل الجنة أو من أهل النار.
(١) في الحديث ذكر الأكار بالفتح والتشديد وهو الزراع والأكرة بالضم الحفرة وبها سمي الأكار وأكرت النهر من باب ضرب شققته (م)
(٢) وبمنعهم عباد الله عن دينه وسبيله التي شرعها لعباده صداً كثيراً وكان صدهم عن سبيل الله بقولهم على الله الباطل وادعائهم ان ذلك على الله وتبديلهم كتاب الله وخريفهم معانيه عن وجوهه وأعظم من ذلك كله جحدهم نبوة محمّد (ص) تركهم بيان ما عملوه من أمره لمن جهله من الناس عن مجاهد وغيره (مجمع البيان)